ولا نبالغ إن قلنا إن ما شهده الشارع العربي منذ بدء العدوان الصهيوني الهمجي على غزة يؤكد عمق الشعور الوطني لدى الجماهير العربية، التي رفضت وترفض كل أنواع الاستسلام للعدوان الصهيوني، كما تؤكد وقوف الشعب العربي إلى جانب المقاومة وعلى استمرار دعمه لها ضد العدوان الإسرائيلي.
ويخطىء كثيراً من يظن أن إسرائيل تريد السلام أو تسعى إليه، وإنما ما تريده هو فرض الاستسلام على العرب من خلال ضرب المقاومة وذبحها.
وهنا لا بد من الاختيار بين الاستسلام للعجرفة الصهيونية المدعومة من أميركا ورفع سلاح المقاومة.
وإذا كان هناك من العرب من يختار الاستسلام ويضع له عناوين مختلفة معللاً ذلك باختلال موازين القوى وهيمنة الإرادة الدولية، وبالواقعية، أو ما شابه من مبررات فإن العرب الشرفاء والمقاومين يرفضون ذلك ويرفعون السلاح في وجه العدو كخيار، ويرفعون علم الصمود والثبات والمواجهة.
إن خيار المقاومة هو خيار الشرفاء الذين وضعوا دماءهم على أكفهم وبذلوها في سبيل اثبات الحق السليب.
المقاومة تدافع عن شرف الأمة وكرامتها وتسقط الهالة التي أحاط بها العدو نفسه باعتباره الجيش الذي لا يقهر والقوة التي لا تردع.
وعلى الأمة أن تقف إلى جانب المقاومة في فلسطين وأن تدعم صمود شعبها، ما حدث ويحدث في غزة ليس بمعزل عما يجري في العراق، وما جرى في تموز عام 2006، فالهدف واحد وهو رأس المقاومة ونهجها.
كل هذه الحرب الشرسة الهمجية التي تشنها إسرائيل على غزة هي من أجل أن يركع الشعب الفلسطيني ويتخلى عن حقوقه المشروعة في طرد المحتل واسترداد أرضه، المؤشرات كلها تؤكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بالمقاومة، بل هو أشد تمسكاً بها من أي وقت مضى، وتؤكد أن الشعب ثابت لا يتزعزع ولن يجبره الحصار، ولا الصواريخ ولا الدماء التي تراق على أرض غزة على التخلي عن حقوقه، فها هو متمسك بالمقاومة ويرد على الصهاينة ويلقنهم دروساً في العزة والشرف والكرامة.
إن المقاومة باقية لأنها درب عزة الشعب الفلسطيني وخياره في الحفاظ على أرضه لأنها حاضره ومستقبله، وهو حينما يدافع عن أرضه فهو يصنع مستقبلاً للأجيال الآتية، ويخلق لهم حياة جديدة.
وأخيراً نقول للذين يحاصرون غزة وكل الذين يصمتون على قصف السكان المدنيين الأبرياء وتقتيل الأطفال والنساء والعجائز والحرب على غزة لسبب أو لآخر..غزة لن تركع..غزة لن تموت..لن تتنازل عن حقوق أبنائها ولن تتخلى عن ذرة تراب واحدة من أرض فلسطين..والمقاومة باقية وستنتصر وستندحر إسرائيل كما اندحرت في حرب تموز وتجر وراءها أذيال الخيبة والذل والعار.