Wall.E «وولي» آلي يعيد للآدميين إنسانيتهم
فنون الأثنين 12-1-2009م رنده القاسم نجحت الدقائق الأولى من فيلم الرسوم المتحركة «وولي ـ Wall.E » في أن تنقل إلينا الشعور بثقل الوقت و بطئه وسط الحياة الروتينية التي يعيشها الرجل الآلي «وولي» وحيدا على كوكب الأرض
المدمر و الخالي من الحياة باستثناء الصراصير التي تجوب كل الأمكنة و نبتة خضراء ظهرت وسط الدمار و النفايات و بقايا الأشياء الآدمية التي يعمل «وولي » على تجميعها بشكل منتظم.
رغم هذه الكآبة يجد «وولي « وقتا لرؤية شريط فيديو من زمن الآدميين يظهرهم و هم يرقصون و يغنون و يمسك العاشق يد معشوقته مع حديثهما عن الحب ، لحظة طالما حلم بها الآلي وها هي تغدو قريبة جدا مع هبوط «ايفا» على كوكبه قادمة من الفضاء على متن سفينة ضخمة ، في هذه اللحظة يتسارع رتم الفيلم و تشعر و كأنه أضحى أكثر ألوانا حتى وولي يبدو أكثر جاذبية مع محاولاته لفت أنظار «ايفا» التي ينطق اسمها بطريقة غاية في الطرافة ،و عندما يريها النبته الخضراء يبتلعها جسدها المعدني و تأتي السفينة ثانية لتحمل معها «ايفا» و «وولي » بعد أن يتعلق بها لاحقا بمحبوبته ليصلا إلى السفينة الأم الضخمة. و لكن من هم سكانها؟ إنهم خلفنا بعد سبعمائة سنة و قد غدوا مخلوقات بحكم الآلات ، بدناء جدا و يفتقدون للمسة انسانية يحييها فيهم «وولي» القادم من زمن أجدادهم الذين دمر التلوث البيئي عالمهم ،و النبتة الخضراء تعلمهم بأن الحياة قد تعود إلى الأرض و ها قد آن الوقت للعودة إلى الوطن الأم و لكن الآلة المسيطرة على عالمهم الجديد لن تسمح لهم بذلك, فيكون الصراع بين آلة سلبتهم إنسانيتهم و أخرى تعيدها لهم.
من المؤكد أن «وولي» سيسجل من بين الانجازات المميزة لديزني بفكرة غاية في الشفافية و الإبداع وخيال كبير يشعرنا للحظات بشيء من الخوف مع أغان رومانسية تخترق هذه العوالم الآلية و رسومات رائعة لاسيما تلك التي تصور الفضاء وان كان قد عكرها ظهور العلم الأميركي مرفرفا على سطح كوكب ما هناك.
|