ظلمة الاحتلال الجاثم على صدور الجولانيين يدفع بهم إلى التمسك أكثر بكل التفاصيل القادمة من غزة، يبحثون فيها وعنها عن ملامح الفعل العربي المتوحد في الأحاسيس والوجدان والذي يشاطر الأهل حيث هم ، وفي كل مكان همهم الوطني والقومي، وهم الأقدر على ذلك.
لغزة شريانها وحلمها وللجولان شريانه وحلمه، حين يتوحد الشريان يصبح الحلم بالوجود مسارا ليعلن الجولانيون عن حضور غزة فيهم .. لذلك لم تكن الاعتصامات كافية ولا الشموع التي أوقدها أبناء الجولان الوسيلة الوحيدة للتضامن، أو للوقوف إلى جانب إخوانهم، والمعاناة تتجسد في كل التفاصيل.
هكذا يمضي الجولانيون في التعبير عن وجودهم وانتمائهم إلى تلك الأرض، ولو ابتعدت المسافات، أو اختلفت الأزمنة والمعايير، وهم الأقدر على معرفة معنى الاحتلال البغيض، وماذا تعني المقاومة.
الجولانيون الذين يقفون اليوم متضامنين مع أبناء غزة، يستصرخون الضمير الإنساني لكي يوقف حمام الدم والمجازر يوقنون بأن الاحتلال لا بد زائل.