وهي قريبة إن شاء الله.. نقول قريبة عودتنا لأننا نثق بقيادتنا التي تعمل ليل نهار لإنجاز هذا المشروع الوطني مهما كلف من أثمان، لأن أرض الجولان عزيزة غالية على قلب كل عربي سوري، وعلى قلب كل عربي حر شريف..
الذاكرة اليوم تقودنا إلى قرية جميلة كجمال جولاننا الحبيب.. كل مافيها جميل ومحبب، ابناؤها محبوبون.. تجمعهم روح الألفة والمحبة للأرض والوطن.. تاريخهم مشرف فهم مقاومون اشداء، عانوا من غارات الاحتلال الصهيوني ما عانوا قبل عام 1967، واجهوا المحتل الغادر بكل ما يملكون من أدوات المواجهة.. ذهب منهم الشهداء والأسرى عام 1967..
لم تهن لهم عزيمة.. هم ينتظرون اليوم الذي يعودون فيه إلى ديارهم..
إنها قرية الرزانية هذه القرية التي تقع في جنوب شرق قرية القادرية بمسافة 3 كم وتبعد عن مدينة القنيطرة بمسافة 16 كم إلى الجنوب الغربي منها، مساكن القرية من الحجارة البازلتية بسقوف من الخشب والطين وصفائح التوتياء وبعضها من الحجارة المنحوتة ذات أسقف قرميدية، تتبع هذه القرية إدارياً إلى منطقة القنيطرة، ويوجد في القرية مطحنة وجامع ومدرسة، تقع قرية الرزانية في المنطقة الجنوبية الغربية من القطاع الأوسط وهي تتبع من الناحية الإدارية لناحية الخشنية
تحدها من الشمال مزرعة عين القرة ومن الشرق مزرعة عين وردة ومن الجنوب قرية السلوقية ووادي الوشاشة ومن الغرب قريتا ضبية والقادرية.
يقول سكان الرزانية: إن مرارة النزوح مازالت ماثلة في ذاكرتنا صباح مساء لن تمحى من مخيلتنا ما دمنا على قيد الحياة، لأن الماء الذي روى ظمأنا والهواء الذي كنا نتنفسه والأرض التي ترعرعنا فوق ترابها ونمت اجسادنا من خيراتها، الذكريات التي عشنا دقائق مجرياتها، تركناها جميعا رغما عنا ودون ارادتنا في عدوان عام 1967 وان هذه المأساة تكبر وتنمو في نفوسنا وفي قلوبنا كلما كبرنا مع الزمن، عدد سكانها قبل عام 1967 حوالي100 بيت، أي حوالي 400 نسمة تقريباٍ.
تشتهر الرزانية بزراعة الحبوب (القمح والشعير والذرة البيضاء والبقوليات) وبتربية المواشي كالأبقار والأغنام وهي المورد الرئيسي لسكان القرية كما تشتهر بزراعة العنب والتين وزراعة شجر الكينا.
يوجد فيها نبع ماء شرقي المطحنة وهو شرقي القرية ويسمى نبع المشبك.
يمر في القرية الطريق الموازي لخط التابلاين آتياً من الاراضي الاردنية مخترقا الجولان ومارا بقرى الجوخدار، الرزانية راوية بانياس الغجر وصولا إلى ساحل البحر قرب الزهراني جنوب صيدا في لبنان
أقدمت القوات الإسرائيلية بعد حرب حزيران عام 1967 وبالتنسيق مع علماء الاثار الاسرائيليين للبحث عن كنوز وآثار تاريخية في القرية، وفي اوائل عام 1969 أي بعد عامين من الاحتلال وبأمر من وزير الدفاع الاسرائيلي سوت الجرافات الاسرائيلية القرية ومنازلها وجامعها بالارض اسوة بقرى عين الزيوان وتل الساقي وخان الجوجدار.
وبالقرب من القرية توجد منطقة غدير النحاس وفيها قلعة تتبع لأراضي مزرعة ضابية التابعة لقرية الرزانية، بعد الاحتلال الإسرائيلي تم تهجير وطرد سكان القرية الذين ساهموا في المقاومة الشعبية اثناء الحرب.