وقد كان في استقباله طواقم الهلال الاحمر الفلسطيني، الذين ثمنوا هذا الموقف الاخلاقي لابناء الجولان السوري المحتل، الامر الذي يترجم عمليا وحدة الدم والمصير والهدف السوري والفلسطيني في المقاومة والصمود والحرية.. وكانت اللجنة الشعبية في الجولان لنصرة غزة وفي إطار تقديم المساعدة والاغاثة إلى غزة قد دعت مواطني الجولان المحتل، إلى التبرع بالدم في إحدى المدن الفلسطينية حيث سيقوم الهلال الاحمر الفلسطيني بنقله إلى مستشفيات قطاع غزة، التي تعاني من نقص في كميات الدم للمرضى والمصابين والجرحى، اضافة إلى نقص كبير في المعدات الطبية الضرورية نتيجة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار المشاركون في حملة التبرع بالدم إلى امتزاج الدم الفلسطيني النازف مع الدم السوري هو رسالة نريد أن نوصلها، وهذه الخطوة هي تأكيد على انتمائنا لأمتنا العربية، وإثبات للأعداء قبل الأصدقاء بأن الدم العربي هو دم واحد، أينما وجد.
وأضافوا: «جئنا لنوصل رسالة إنسانية، ولنتضامن مع أنفسنا، ففلسطين هي قضيتنا الأولى، وخط دفاعنا الأول، والوقوف مع فلسطين هو وقوف مع أنفسنا»، مشيرين إلى أن ثقافة الحياة ستنتصر في النهاية على ثقافة الغطرسة.مؤكدين أهمية هذه الحملة، والخطوة الرمزية التي تحمل رسالة قوية، مفادها وحدة الدم العربي، وعلى وقفة أهل الجولان العربي المحتل، مع أهلهم في فلسطين.
وأشاروا إلى أن أهمية هذه الخطوة تكمن في إصرار الأهل في الجولان العربي المحتل على الوصول إلى الضفة الغربية للتبرع بدمائهم رغم كل الصعوبات التي واجهوها والمسافات التي قطعوها.
ولفتوا إلى أن هذه الزيارة للمقر العام لجمعية الهلال الأحمر بالتحديد، دلالة على الثقة العالية التي يبديها الأهل في الجولان بهذه الجمعية، وبخدماتها الإنسانية، والخدمات الطبية الفنية التي يقدمها بنك الدم التابع لها.
يذكر أن بنك الدم في المقر العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة، يواصل استقبال المئات من المواطنين الذين استجابوا للدعوة التي أطلقتها وزارة الصحة، عبر نظام الرسائل الخاصة، للتبرع بالدم لضحايا العدوان على غزة.
وتواصل الجمعية تنظيم حملات التبرع بالدم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، فيما قامت بإرسال عشرات وحدات الدم، التي تم جمعها في المقر العام للجمعية، وفروعها ومراكزها، وبالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ومستشفى المقاصد بالقدس.
فحياكم الله يا نشامى! إنكم أبناء الأصالة والكرامة والعزة.. أبناء الشموخ والتصدي.. تثبتون على الدوام أنكم منتمون لوطنكم الأم نعتز بكم ونفخر بإرادتكم الصلبة ومقاومتكم المستمرة.. تعطون دماءكم.. لأنها كل ما تملكون.. وتقولون من خلالها للعدو: سيختلط الدم الجولاني بالغزاوي ليثبت الإخاء وينطلق فوق الضعفاء صوتاً ناطقاً بحقيقة يخفونها ليمرروا غاياتهم.. لكن صوت المحبة الصادقة والأخوة التي تتجاوز الحدود يثبتها كل يوم أبناء الجولان الأشم من القلب، لكم تحية حب وإخلاص.