ففي عام 2001 أكدت مصادر صحفية أن وزير الخارجية القطري قام بزيارة سرية لحكومة الاحتلال والتقى خلالها برئيس الوزراء أرييل شارون ووزير الخارجية شمعون بيريز وذكرت صحيفة إماراتية أن الوزير اصطحب في هذه الزيارة نجليه اللذين بقيا في إسرائيل للقيام بجولة سياحية حيث شوهدا في حيفا برفقة رجل أعمال عربي وتحت حراسة مشددة. وفي السنة ذاتها التقى وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في واشنطن. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على موقعها عبر الإنترنت إن اللقاء تم بناء على طلب الوزير القطري، الذي قال: «إن بلاده قلقة جداً من مستوى العنف بين إسرائيل والفلسطينيين»، مؤكداً أن قطر حريصة على إعادة إحياء المفوضات السلمية، وأن على إسرائيل بصفتها الطرف الأقوى اتخاذ الخطوة الأولى بهذا الصدد، مستعيناً بهذا الكيان صاحب التاريخ الحافل بالمجازر والجرائم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني والعالم العربي. وفي أيار 2003 التقى وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم وزير الخارجية الإسرائيلي سليفان شالوم في باريس، وقال (إن قطر تبحث إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل إذا كان ذلك يخدم مصالحها).
وبعد إنكار كثير من الزيارات السرية المتبادلة بين قطر والكيان الصهيوني، كشفت صفحات الانترنت عام 2008 شريطاً مصوراً يوضح الزيارة السرية التي قام بها وزير خارجية قطر حمد بن جاسم إلى الكيان الصهيوني، وكان في استقباله وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. وتم خلال هذه الزيارة تجديد العقود بين الجانبين القطري والإسرائيلي حول بيع الغاز القطري إلى حكومة الاحتلال، وصرح حمد بن جاسم أثناء الزيارة على أهمية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وهذا ما أشادت به ليفني أيضاً.
ولاحظ مراقبون أن بعض وسائل الإعلام لم تعط أهمية لهذا الشريط المصور، حيث لم تبث خبراً واحداً عنها، وذلك امتثالاً لأوامر الحكومة القطرية. مؤكدين أن هذه الوسائل تعمل بأجندة خاصة ولاتظهر الأحداث كما وقعت.
أمير قطر قبل سنوات، قام بزيارة سرية لإسرائيل وتجول في مستعمرة إسرائيلية تبين لاحقاً انه تبرع ببنائها للمستوطنين الصهاينة وهي مقامة على أراض فلسطينية.. وسرعان ما أنكرت قطر رسمياً الخبر وكذبته وهددت بملاحقة هذه الوسائل الإعلامية أمام القضاء، ومن ثم تم الكشف عن هذه الزيارة السرية من خلال شريط فيديو وضع على موقع اليوتيوب، حيث صوره الإسرائيليون أنفسهم لحمد وهو يزور المستعمرة الصهيونية التي بنيت على نفقته، وتبين أن محطة الجزيرة كانت تعلم بالزيارة لأن مراسلها رافقه ومع ذلك لم تذكر المحطة شيئا عن الزيارة، وخاصة فضيحة تبرع حاكم قطر لبناء المستعمرة الصهيونية.
وأكد سامي ريفيل أحد أبرز مهندسي التطبيع بين »إسرائيل« والعديد من الدول العربية، أنه لم يعد سراً ما هو الدور القطري في المنطقة، ولم يعد مستبعداً نيل رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم المهندس للعلاقات «الإسرائيلية» القطرية - جائزة «نوبل» للسلام!!
أما بالنسبة للسعودية، فإذا استعرضنا اللقاءات المتبادلة بينها وبين الكيان الغاصب خلال السنوات الأخيرة، سنجد تاريخاً حافلاً من الزيارات العلنية والسرية.. ففي سنة 2010 تطرقت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى تقرير، حول زيارة رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داغان للسعودية، وإجرائه مباحثات حول الملف النووي السلمي الإيراني.
ويأتي هذا التقرير في أعقاب تقارير تؤكد زيادة اللقاءات السرية بين السعوديين والإسرائيليين للحديث في ملفات مختلفة كالتنسيق الأمني في حال اندلاع أي هجوم عسكري محتمل ضد إيران مستقبلا. وكانت تقارير سابقة قد أكدت أن إحدى التدريبات العسكرية السعودية قد توقفت لساعات قليلة للسماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور بأجوائها في حال تم شن هجوم عسكري على إيران.
وبالعودة إلى شهر آذار 2007، فإن وسائل الإعلام رددت نبأ اللقاء الذي جمع عادل الجبيرـ سفير السعودية الجديد في واشنطن ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي، افرايم سنيه، ضمن لقاءات ثلاثية منفصلة (سعودية وأميركية وإسرائيلية) حول «مبادرة السلام» مع إسرائيل التي طرحتها المملكة، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية.. وبينما سارعت الرياض كعادتها إلى نفي الخبر رسمياً، قائلة: إن تلك التقارير: »لا أساس لها من الصحة«، ولكن صحيفة »يديعوت أحرونوت« أوضحت أن رواق «ديفيد وولش» رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية - جمع الرجلين وتبادلا الحديث معاً، وحسب الصحيفة: توجه سنيه إلى الجبير الذى يعد من أشد المقربين للملك السعودي وصافحه قائلاً: «أنا سعيد بلقائك وجهاً لوجه.. ماذا يحدث من المشاكل في منطقتنا؟». وأجاب الجبير: «آمل أن نصعد في الأسابيع المقبلة إلى مسار إيجابي».
ولم يكن هذا اللقاء هو باكورة التلاقي السعودي بالإسرائيليين، بل سبقه لقاءات عدة، ففي أيلول 2006، أفاضت الصحف العربية والأجنبية في الحديث عن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ومستشار الأمن القومي السعودي، بندر بن سلطان، في العاصمة الأردنية، كجزء من جهود جورج بوش لدعم اولمرت، بعد كارثة إسرائيل في حربها أمام حزب الله، وبحسب دانيال آيالون، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن: فإنه اللقاء السعودي الإسرائيلي الأعلى مستوى، حسب علمه.
وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) قد نشرت تفاصيل اللقاء الذي تنفيه السعودية، بين اولمرت وبندر بن سلطان.. وقد كتب المحلل السياسي الإسرائيلي شمعون شيفر في عدد الخميس 28/9/2006 من الصحيفة نفسها أن لقاء أولمرت بالمسؤولين السعوديين تم في العاصمة الأردنية عمان، بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وأضافت الصحيفة قائلة: إن رئيس الموساد الجنرال المتقاعد مئير داغان، هو الذي قام بترتيب اللقاء بالتنسيق مع العاهل الأردني.
وبعد موافقة الشخصية السعودية (بندر بن سلطان) على اللقاء، قام مساعدو اولمرت بوضع اللمسات الأخيرة على أجندة اللقاء، وبعد مرور عدة أيام، أكد الصحافي الإسرائيلي الذي اعتمد على مصادر رفيعة المستوى في تل أبيب، انه تم إيقاظ اولمرت من نومه في ساعة متأخرة من الليل، وعلى الفور تم نقله الى احد المطارات العسكرية الإسرائيلية، ومن هناك قامت مروحية عسكرية تابعة لسلاح الطيران الإسرائيلي بنقله الى العاصمة الأردنية عمان، برفقة مدير مكتبه يورام تورب وفيتش والملحق العسكري الجنرال غادي شامني ورئيس الموساد. وعندما حطت الطائرة في عمان، كان العاهل الأردني الملك عبد الله في انتظار الوفد الإسرائيلي رفيع المستوى، ومن هناك تم الانتقال بسرية كاملة إلى احد القصور التابعة للملك الأردني. وأضافت الصحيفة انه بعد مرور ساعة من الزمن، بدأ اللقاء، الذي حضره قياديون سعوديون من العائلة المالكة، وتناول الجميع وجبة عشاء فاخرة.
هذا ولم تقف زيارات المسؤولين العرب، سرية كانت أم علنية، عند هاتين الحكومتين، بل وشملت أغلب حكومات الخليج، وجمهورية مصر العربية، وان الخوض بتفاصيل هذه اللقاءات يطول ذكره.
ولكن جميعهم يعلمون بأن إسرائيل لو صح لها محو الأمة العربية فما توقفت للحظة، فلماذا هم خانعون؟!، أم إن فيضان النفط والغاز أغرق أدمغتهم!!، فماذا لو جفت ثرواتهم؟!، فإلى أين هم ذاهبون؟.