لا تمر عليه حادثة أو يسمع عبارة إلا ويعلق عليها بتعليق ساخر.
فمرة جلس الدكتور عبد السلام العجيلي يحدث مجالسيه عن بلدته الرقة وجمالها وصفاتها الأخرى.
فما كان من سعيد الجزائري إلا أن قاطعه معلقاً:
- يريد أن يوهمنا أن الرقة بلد أنا أخبركم أنه أينما نصبتم عموداً ورفعتم عليه خيمة فهي الرقة!!
وكان الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي أحد نجوم الجلسات التي كانت تجمع سعيد الجزائري وعبد السلام العجيلي وغيرهما في مقاهي دمشق مثل الكمال والهافانا والروضة والبرازيل. وكانت مشكلة أحمد الصافي النجفي إهماله لهندامه، وبعده عن النظافة في جسده وملبسه. فكانت هذه المشكلة مادة دسمه لسخرية سعيد الجزائري منه.
فمرة كانت الشلة في مقهى البرازيل. ووقعت أمام عيني سعيد الجزائري مجلة (الأديب البيروتية! وعلى غلافها رسم للشاعر النجفي. فقال له العجيلي: انظر إلى هذا الرسم ياله من صورة ناطقة
فسأل سعيد الجزائري: صورة من هذه؟
فأجابه العجيلي: إنها صورة أحمد الصافي النجفي.
فعلق الجزائري: أبداً.. إنها لا تشبهه بشيء.
فقال العجيلي: عجيب إنها الصافي بلحمه ودمه.
وهنا علق الجزائري ساخراً: وأين الشبه؟.. لست أرى فيها قملة واحدة!
وكان سعيد الجزائري يكره البخل. وكان في دمشق شاعر كبير، وكان ثرياً وبخيلاً في آن معاً، وكان له أن أصبح أيضاً شاعراً مشهوراً، وأراد الجزائري أن يسخر منه فقال لجلسائه.
- هل تعرفون حكاية القصائد التي ينشرها فلان (ويعني الشاعر الابن) بتوقيعه.
فسأله الحاضرون عن الحكاية فقال: ينادي الشاعر الكبير ابنه ويقول له: (يا بني.. نظمت كم بيت شعر فلم تعجبني وأفضل من أن ألقيها في الزبالة خذها أنت وضع عليها توقيعك أو انشرها واقبض ثمنها!!
وبذلك ضرب سعيد الجزائري عصفورين بضربة واحدة فقد سخر من بخل الأب حتى بكلمات لاقيمة لها. كما سخر من شاعرية الابن التي تقوم على نفايات ماينظمه أبوه.