والمرجة لينا...
شامنا فرجة
وهيّ مزينة...
هذه الأهزوجة شكلت اللبنة الأولى للأغنية الوطنية في مرحلة الصراعات من أجل التحرر من الاحتلال التركي أولاً، ومن بعده الاحتلال الفرنسي.....
إضافة لبعض الأهازيج الشعبية التي تناقلتها الذاكرة الوطنية دون أن يعرف كاتبها أو ملحنها... وقف الباحث الموسيقي أحمد بوبس في محاضرته» الأغنية الوطنية في سورية» في مركز ثقافي العدوي عند أهم مراحل تطور الأغنية الوطنية... فقال:
بعد رحيل العثمانيين عن سورية وقيام المملكة السورية بزعامة الملك فيصل ظهرت أول أغنية ملحنة يقول مطلعها:
سيروا للحرب طراً
سيروا للمجد
واستعيدوا بالمواضي
أيام العرب...
واشتهرت بعد ذلك أهزوجة تتحدث عن نضال شعبنا ضد المستعمر وذلك بعد احتلال سورية من قبل الاستعمار الفرنسي...
طيارة طارت بالليل
فيها عسكر فيها خيل
فيها ابراهيم هنانو
راكب على حصانو...
إن أول نشيد وطني ظهر في سورية، كان للموسيقي مصطفى الصواف عام 1921، ويقول:
نحن لا نرضى الحماية
ولا نرضى بالوصاية... لا
نحن أولى بالرعاية
لبني العرب الكرام...
وظهر بعده مباشرة نشيد «يا ظلام السجن خيّم»... لحنه أحمد الأوبري، وغناه المطرب صالح المحبك.... وتوالت الأغاني الوطنية بعد ذلك من مثل «أوطاننا هي الغوالي، أنت سورية بلادي، في سبيل المجد والأوطان نحيا ونبيد «.
كما لحن الشيخ علي الدرويش عدة أناشيد في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين، هاجم بها المستعمر الفرنسي من أهمها نشيد «الزعيم «عن ابراهيم هنانو....
لكن العطاء الأهم في مجال الأغنية الوطنية كان للفنان الكبير سلامة الأغواني الذي قدم بصوته الكثير من المونولوجات التي هاجم بها المستعمر الفرنسي يقول:
شو جاية تعمل يا جراد
ما فينا واحد حبك
بيكفينا جراد البلاد
ارحل لا تتعب قلبك
ارحل حاجة تعذبنا
الكثير من المونولوجات التي غناها كانت من كلماته وألحان الموسيقي صبحي سعيد....
وكان للفنان عبد الغني الشيخ بصمته في هذا المجال، حيث أظهر وعياً سياسياً متقدماً، يقول في إحدى مونولوجاته:
بلا معاهدات بلا محالفات
بلا اتفاقات وبروتوكولات
ومع خروج آخر جندي أجنبي من سورية... شارك العديد من الملحنين والشعراء احتفالات الشعب بالجلاء ..... مستذكرين تضحيات شعبنا ونضالاته... وأول مونولوج عن الجلاء كتبه وغناه ولحنه صبحي سعيد (اليوم العيد وبكرة العيد)...
وأذيع في العيد الأول للجلاء..... عام 1947... وأتبعه بعد ذلك بعدة مونولوجات عن الجلاء... كما قدمت إذاعة دمشق أغنيتين رائعتين عن الجلاء.
«جلونا الفاتحين» للشاعر بدوي الجبل، لحنها محمد محسن..
وغنتها سعاد محمد، والأغنية الثانية» يا عروس المجد» للشاعر عمر أبو ريشة.. لحنها فيلمون وهبة وأدتها المطربة سلوى مدحت...
رافق المحاضرة فيلم مصور عن تطور الأغنية الوطنية في سورية.
ولا بدّ أن ننوه، أن هكذا صرحاً (المركز الثقافي العدوي) ولأكثر من مرة، يجتمع فيه ضيوف النشاط الثقافي، لاكهرباء، ولا إنارة، ولا في حدّها الأدنى، بحجة أن «المولدة «غير صالحة،
والسبب هذه البيروقراطية في تناول طلبات الصيانة...
ما يشتت المحاضر والحضور... فهل ننتظر مزيداً من الاهتمام من مديرة المركز؟؟؟!!.