بالرغم من تحمس الكثيرين للحب أساساً للزواج فإن كثيراً من الشبان والشابات لايرى أنه سبب كاف للزواج.
فقد أوضحت أحدث دراسة بريطانية عن الزواج أن الحب الرومانسي لم يعد يمثل سبباً قوياً لهذا الزواج وأنه النوع الذي يسبب الرغبة في الاستقرار والارتباط ويعتمد على العقل والمنطق وهو دليل على بلوغ الزوجين مرحلة النضج بحيث يحددان أهدافهما ويختاران شريك الحياة المناسب من خلال نظرة واقعية للحياة.
ولذلك ترى الدراسة أن نجاح الزواج لايرتبط بوجود حب قبل الزواج. والمهم أن يأتي الحب بعده ثم يشعر به الزوجان ويزيدهما تقارباً والتصاقاً.
فإذا كان الرجل أكبر من المرأة بكثير فقد تنشأ هوة عميقة بينهما، لعدم تكافؤ السن ويكون الاعجاب هو الذي يربط الزوجين قبل الزواج حيث يعجب الرجل في المرأة لتأجج عاطفتها وشدة حماسها واندفاعها للحياة وهي تعجب بخبرته الواسعة وعلمه العظيم.
وقد يفضل مثل هذا النوع من الرجال الجلوس في البيت مستمتعاً بالقراءة أو مشاهدة التلفزيون بينما تريد المرأة الخروج والهرب من جو البيت إلى الحفلات والأماكن العامة التي يضيق بها الرجل في سن الخمسين فتدفع به إلى الخروج بينما لايتجاوب معها.
أو قد تراودها رغبة الهرب من جو المدينة إلى ساحل البحر أو الريف أو الاشتراك في رحلات مع صديقاتها بينما يرفض الرجل ذلك ولا يطيق أن يحيا في وسط جماعات صبيانية مملوءة بالنشاط والمرح وروح الشباب.
ويرى خبراء النفس أن الفتاة التي تتزوج رجلاً أكبر منها بكثير هي امرأة شديدة الخوف من الحياة وتريد رجلاً يحميها ويعطيها الأمن والاطمئنان ويحل لها مشكلاتها وهي تتخذ منه مجرد تأمين للحياة ضد الزمن.
لذلك في السنوات الأولى، لا تفصح المرأة عن غضبها وشعورها بالإخفاق نتيجة هذا الزواج وتظل تكتم مشاعرها الغاضبة حتى تنفجر مرة واحدة لتدمر هذا الزواج وتزلزل حياتها.
في حين نرى كثيراً من الشبان يتحمسون للزواج من امرأة تكبرهم بخمس سنوات أو أكثر ويدفعهم لذلك أنها أنضج عقلاً وأوسع خبرة وأفضل سلوكاً وأقوى شخصية وينتظرون منها قدراً أكبر من الحنان وأنها أقدر على البذل والعطاء وأكثر ثراء وغنى ونفوذ.
ولكنها إذا خلت من صفات الحسن التي يريدها الرجل فقد يبحث عن غيرها وقد يصاب بعجز حسي حين يكتشف له خلو امرأته من الجمال الذي ظل طويلاً يحلم به.
في حين يرى أطباء النفس أن اختيار شريكة الحياة من سن متقاربة أو أصغر قليلاً أفضل وذلك دليل على نضج المجتمع وتجعل الواجبات مشاركة بين الزوجين ويتقارب الوضع الاجتماعي في درجات الوظائف ولا يحدث تباين في الأحلام والآمال والطموح.
لكنني أعتقد أنه لو خيرت شابة بين رجلين يطلبان يدها لاختارت من يقول لها أحبك ورفضت من يبخل عليها بهذه الكلمة.