يقول عبد الله محمد العضيبي: «يظل النص الشعري بين يدي مبدعه فترة تطول أو تقصر، يخضع فيها للتنقيح والتهذيب، لكي يظهر بصورة جمالية متكاملة وفقاً لمنظور المبدع، قبل أن ينشره للآخرين؛ غير أن بعض النصوص قد تستدعي مرحلة أخرى من المراجعة بعد نشرها، وهي مراجعة تسعى إلى الارتقاء بالنص إلى مستوى أكثر جمالاً».
يضم هذا الكتاب دراستين، تتناولان هذا الجانب في العملية الإبداعية. الأولى قام بها ابن وكيع في سياق نقده لشعر أبي الطيب المتنبي، واقترح مجموعة من التعديلات؛ والثانية قام بها الشاعر غازي القصيبي مقترحاً التعديلات على شعره الذي نشره سابقاً.
وقد خلص المؤلف في نهاية كتابه إلى مجموعة من الملاحظات، كنتيجة لما ورد في الكتاب، تلخصت في أن تعديلات الشاعر اقتصرت على المفردات، ولعل ذلك نابع من اعتقاده أن النص الشعري وليد حالة شعورية معينة، ولذلك اكتفى بهذا التعديل المحدود، الذي يعكس رغبته في بلوغ مستوى فني أكثر إقناعاً لنصه. ولعل ما قام به القصيبي يبرر ما كان يقوم به نقادنا القدامى من نقد جزئي، إذ أن ذلك يعني تقديرهم للنص الشعر، وسعيهم للنهوض به، بتخليصه مما يشعرون أنه يشكل جانباً سلبياً في القصيدة.