|
الكتاب وسقف النشر الملحق الثقافي ولعل هذا الموضوع على أهميته نادراً ما يُطرح بشكل جدي سواء كان ذلك على صعيد تناوله في وسائط النشر الإعلامية أو في الدوائر الحكومية المعنية به. وأقصد بالنشر هنا ما يتعلق بدور النشر العاملة في سورية، وهي على كثرتها لم تستطع حتى الآن تجاوز سقف البدايات، رغم مرور سنوات طويلة عليها. لقد ازدادت نسبة عدد السكان الذين كانت تتعامل معهم هذه الدور، وبالتالي يستوجب منها رفع هذا السقف وبنسبة متوازية مع هذه الزيادة. لكن الطريف في الأمر أنه رغم هذه الزيادة النوعية لم نلحظ تقدماً أو زيادة في عدد النسخ المطبوعة من أي كتاب جديد. وهذا الأمر يدفعنا إلى الدهشة إن لم نقل الشك في طبيعة هذه الأرقام وهذه الدور وهذه النسبة السكانية... ومع تعدد توجهات دور النشر وازدياد عددها باضطراد، فإننا نلحظ انكماشاً واضحاً في طباعة الكتاب وقلة قليلة من هذه الدور أثبتت فاعليتها في الواقع الثقافي السوري، أما غالبيتها العظمى فقد نأت بنفسها عن هذه (المعركة) وشرعت تعمل بأساليبها الخاصة الضيقة لسد مقومات استمرارها وحياتها. فاتحاد الكتّاب العرب على سبيل المثال كان يطبع ألف نسخة من كتبه التي كان يصدرها في سبعينيات القرن الماضي، ورغم مرور نحو ثلاثين سنة على ذلك، فإن الألف نسخة هذه لاتزال على حالها دون زيادة أو نقصان رغم زيادة نسبة المتعلمين في سورية زيادة كبيرة. إن مثل هذا التناقض يعود إلى سببين رئيسين، أولهما طبيعة التعامل مع الكتاب في المجتمع السوري، بحيث لم يتحول بعد إلى حاجة في حياة الأسرة، وثانيهما تقصير الهيئة التعليمية في جعل القراءة الموازية جزءاً من المنهاج التعليمي منذ سنوات الدراسة الأولى وحتى المرحلة الجامعية، إضافة إلى أسباب فرعية أخرى قد نتناولها في زاوية ghazialali@yahoo-com">قادمة. ghazialali@yahoo-com
|