تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القرى الصحيـة بدرعا..تجربة ناجحـة ينقصها الدعم المادي

مراسلون
الاثنين 5-1-2009م
سلامة دحدل

يعتبر مشروع القرى الصحية الذي يجري تنفيذه في سورية منذ عام 1996 مشروعاً وطنياً وتنموياً يديره مجتمع القرية، وتدعمه الجهات العامة في الدولة، وبعض المنظمات الدولية،

ويهدف إلى توعية وتأهيل أفراد المجتمع في القرى التي يدخلها، ليتعرفوا على مشكلاتهم الصحية والبيئية والعمل على معالجتها بأنفسهم، وقد شمل المشروع منذ انطلاقته وحتى الآن عشرات القرى والبلدات فحقق لسكانها الكثير من المشاريع التنموية والخدمية والاجتماعية وقد بدأ تنفيذ المرحلة الاختبارية للمشروع في قرية عقربا في عام 1997، ثم أخذ بالتوسع بعد النجاح الذي شهدته المرحلة الاختبارية المشار إليها ليشمل قرى المال والطيحة وكفر ناسج، وذلك في الفترة الممتدة من عام 1997 إلى 1999، وفي عام 2001 دخلت المشروع قرى جديدة وصل عددها حالياً إلى 40 قرية وبلدة.‏

وقال الدكتور أيمن العاسمي رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية: إن المشروع حقق نجاحات وخطوات وأعمال مهمة في القرى التي طبقته، ففي قرية عقربا على سبيل المثال تم في العام الماضي 2008 استثمار المركز الصحي الذي بناه سكان البلدة بمساعدة مالية من المحافظة بلغت 4 ملايين ليرة، وسبق لسكان القرية أن اشتروا جراراً للبلدية لمساعدتها على ترحيل القمامة والنفايات، كما تبرعوا بقطعة الأرض التي بنيت عليها المدرسة الاعدادية، ومن المشاريع التنموية التي نفذها سكان القرية في إطار مشروع القرى الصحية إنشاء حديقة للأطفال، وإحداث ناد رياضي.‏

كما تبرع أبناء القرية بمساحات كبيرة من أراضيهم الواقعة على جانبي الطريق الرئيسي من أجل تعريضه، وأنجز سكان القرية خطوة رائدة،وهي الاقلاع عن التدخين وبفضل ذلك الانجاز نالت القرية في عام 1997 جائزة منظمة الصحة العالمية لمكافحة التدخين، ويذكر هنا أن جميع قرى المحافظة التي طبقت المشروع حتى الآن استفادت من برنامج القرى الصحية، حيث نفذت فيها المشاريع الخدمية والصحية والبيئية وقام مواطنوها بمعالجة الكثير من القضايا البيئية والصحية التي كانوا يواجهونها، فبعض تلك القرى استفادت من مشاريع المراكز الصحية وبعضها الآخر استفاد من مشاريع الصرف الصحي وبناء المدارس والحدائق، حيث تم بناء مركز صحي في بلدة بصير في العام الماضي وتم استثماره كما تم إنشاء نقطة طبية في قرية جمرين في العام الماضي وذلك بالتعاون ما بين أهل القرية الذين قدموا البناء ومديرية الصحة التي وفرت الكادر الطبي والأدوية.‏

ولم تتوقف نشاطات المشروع عند حدود تنفيذ المشاريع الخدمية والصحية، بل شملت الأعمال التنموية والتثقيفية والتأهيلية وذلك من خلال القروض الفردية التي قدمت لمواطني بعض القرى المشاركة في المشروع.‏

حيث أكد الدكتور أيمن العاسمي أن المشروع قدم في عام 2007 قروضاً لمواطني قرى المتاعية-دير العدس-زمرين-بلغت 345 ألف ليرة، وقد استفاد الأشخاص الذين منحوا القروض في إقامة المشاريع الاقتصادية المنزلية وتحسين ظروفهم المعيشية.‏

وتقوم مديرية الصحة بتنفيذ العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية في كل عام لمنسقي القرى الصحية ولجان التنمية ومندوبات الأحياء، وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.‏

وتهدف الدورات إلى تقوية أداء المشاركين فيها وتأهيلهم للعمل في إطار التسويق لبرنامج القرى الصحية واكسابهم مهارات التواصل مع أفراد المجتمع المحلي ومساعدتهم على النهوض بواجباتهم تجاه قراهم.‏

ولكن رغم كل هذه النشاطات التي حققها المشروع في العديد من القرى والتي سيحققها في الأعوام اللاحقة فإنه يواجه بعض الصعوبات التي تحد من قدرته على تحقيق الآمال والطموحات المنتظرة منه ويأتي في مقدمتها عدم تجاوب سكان بعض القرى مع معطيات البرنامج وأهدافه كما حصل في قريتي أم المياذن وزيزون، حيث لم يتمكن المشروع من تنفيذ خططه وبرامجه فيهما، نظراً لعدم قناعة أغلب سكانهما بالمشروع وتفاعلهم معه.‏

أما المعاناة الثانية فهي تتمثل بضعف الدعم المالي الذي تقدمه المنظمات الدولية المشاركة بالمشروع واعتماده بالدرجة الأولى على مشاركة المجتمع المحلي في تحقيق غاياته وأهدافه.‏

تعليقات الزوار

ايمن الزعبي |    | 05/01/2009 12:27

للاسف لقد نسيتم قرية النعيمة المسكينة والتي لا تبعد عن نفس محافظة درعا سوى 2 كم بل تعتبر جزء منها وحتى الان لايوجد بها صرف صحي وتعاني الويل من ذلك بسبب تلوث الابار الجوفية وكثرة الحشرات والافات والذباب وغيرها وتكاليف النضح للجور التي تم حفرها من قبل اصحاب المنازل انفسهم كمجاري صحية ولكن اين نحن من العالم الان عالم القرن الواحد والعشرين ونحن للان بلا صرف صحي اتقوا الله فينا ايها المسئولون ايها الحرامية طبعا ليس الكل فهناك الشرفاء ولكن اين هم فانا اتاشد الشرفاء واصحاب الضمير الحي بالبلد لمساعدتنا بهذا المشروع الهام والضروري للحياة ومن كثرة المعاناة لنعيش كبقية البشر ونحن في قمة التطور والحداثة شاكرين كل من سعى بذلك ويسعى به لاجل الشرية والخير للجميع وشكرا 0

مواطن متألم |    | 14/03/2010 01:06

لو سألتم ذوي القرار في صحة درعا هل الإنفاق على الدورات والكلام اكثر ام على يتقديم العلاج لمستحقيه الذين هم بحاجة لحبة دواء لا نشرة صحية

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية