فهما مرضان معديان إلى حد كبير ينتشران عبر قطرات المخاط الصغيرة المنقولة في الهواء التي تصدر عن شخص مصاب يسعل أو يعطس أو ينفث في الهواء وقد تنقل أيضاً عن طريق التلامس البدني عندما يعلق الفيروس على يدي الشخص المتلقي ويفرك عينيه أو أنفه ما يوفر له نقاط دخول إلى الجسم ويستطيع شخص مصاب واحد أن ينقل الفيروس إلى أشخاص كثيرين ونظراً لخطورة هذا المرض التقينا الدكتور وائل عبد الله ياسين اختصاصي في طب الأذن والأنف والحنجرة ليحدثنا عن أسباب حدوث هذا المرض وأعراضه وكيفية معالجته فبين لنا أن من أهم الأمراض الموسمية التي تكثر في مثل هذا الفصل من العام هو بعض الأمراض التحسسية والانتانية وخاصة الانفلونزا أو ما يسمى بالكريب أو النزلة الواحدة.
فالانفلونزا داء استعصى على كافة الوسائل لمنعه من أن يصبح شائعة ...
أسباب الإصابة
إن سببها هو حمة راشحة قادرة على التغيير المستضدي في تركيبها بشكل يقف أمامه الجهاز المناعي عاجزاً عن تطويق كل الإصابات وإن نسبة التعطيل عن العمل والمدارس كبيرة جداً مقارنة مع بقية الأمراض مما يكلف خسارة كبيرة في الاقتصاد القومي في معظم لدول فلم تكن الانفلونزا معروفة إلى أن انتشرت جائحة في أوروبا عام 1889 ثم الجائحة الكارثية عام 1918 التي أودت بحياة حوالي 20 مليون إنسان وأخذت الجائحات تتكرر ولكن بشدة أخف مثل جائحة عام 1957 من النمط الآسيوي وعام 1968
نمط هونغ كونغ وجائحة نيوجيرس وفيلادلفيا
أنماط الانفلونزا
لها ثلاثة أنماط وهي النمط A ويكون سبب معظم الجائحات وهو قادر على التغيير المستضدي والنمطB فهو قليل الأهمية وقدرته على التغيير المستضدي محدودة
النمطC لا يسبب جائحة ولا يغير شكله المستضدي
وهذا التغيير ينجز بآليات مورثية مثل الطفرات وإعادة التدامج أو التأشيب
أعراض الإصابة
بعد دور الحضانة من /1-3/ أيام يحدث برد فجائي يتظاهر بنزلات برد وحمى وآلام عضلية وهيكلية وقد يحدث للمريض نوع من الإعياء والتعب وقد يشاهد برودة في الأطراف وتبقع في الجلد.
أما بالنسبة للسعال والعطاس والزكام فهي أعراض مرافقة خفيفة نسبياً وقد تصبح أكثر وضوحاً عند خمود الأعراض العامة، وبالنسبة للشفاء عادة ما يحصل خلال /2-3/ أيام بالأشكال غير المختلطة ولكن فترة النقاهة قد تمتد لأسابيع وقد يحدث الوهن التالي للانفلونزا والكآبة خاصة لدى المسنين
الاختلاطات: إن المضاعفة الرئيسية الأكثر خطورة تسمى ذات الرئة الانفلونزية وهي إما بدنية من الحمات نفسها أو ثانوية بجراثيم المستديمات النزلية، وبدايتها بعد أسبوع من بدء الأعراض ولكن سيرها سريع أو يخشى من التدهور النفسي الحاد الذي قد يودي بالحياة.
وهناك حالات نادرة من التهاب الدماغ والسحايا- وشلول في الأعصاب القحفية- التهاب العضلة القلبية المميت، وقد يحدث التهاب جيوب أو أذن وسطى
المعالجة
تقوم على الراحة والدعم الغذائي والمسكنات وخوافض الحرارة ومضادات الفيروسات و يفضل الابتعاد عن الصادات إلا في حالة الاختلاط الجرثومي.
وتكون الوقاية
أ- بتجنب المصابين والابتعاد عن الأماكن المكتظة والملوثة
ب- لقاح الكريب: يعطى لكافة الفئات العمرية عدا الرضع بالأشهر الأولى وبخاصة
1- المرضى ذوو الخطورة العالية مثل مرض القلب والأوعية ومرض السكر ومرضى القصور الكلوي المزمن ومرضى الكبد...الخ
2- الأشخاص المعرضون للإصابات بكثرة كعمال المشافي والمهن الطبية والتجمعات
3- المسنون فوق عمر الخامسة والستين بغض النظر عن سيرتهم السابقة ولا يعطى للحوامل والمتحسسين لبروتين البيض ومكونات اللقاح
وإن أول جرعة تحتاج إلى جرعة دائمة بعد حوالي /4/ أسابيع ثم يعطى بشكل روتيني مرة كل خريف.