دفعت ومنذ الان بالكثير من الصهاينة للتفكير بما سيكلفه العدوان على غزة دافعي الضرائب الاسرائيليين بل وهناك من يضيف اليهم دافعي الضرائب الامريكيين الذين يتحملون بدورهم جزءا كبيرا من هذه التكاليف 0
يؤكد «الخبراء الاسرائيليون» ان تكلفة العدوان على غزة تبلغ 28 مليون دولار يوميا0
ويقدر هؤلاء ان الاسبوع الاول من العدوان كلف الاسرائيليين 516 مليون دولار امريكي وهذا ما سيحمل الاقتصاد الاسرائيلي خسائر اضافية ترفع العجز في الموازنة الاسرائيلية الى نحو 5ر5 بالمئة من الايرادات في عام 2009 .
ويبين اقتصاديو الكيان الصهيوني ان تكلفة استمرار الحرب على غزة ستكون كبيرة جدا على الاقتصاد الاسرائيلي نظرا لتأثره بالازمة المالية العالمية وفي حال استمرت الاعمال العدوانية لاسبوعين فان التكلفة ستصل الى مليار دولار كتكلفة عسكرية مباشرة اما الضرر الاقتصادي بمجمله فانه سيتجاوز 6ر1 مليار دولار تقريبا جزء منها سيكون تعويضات وستجد الحكومة الاسرائيلية نفسها مضطرة لدفعها في مقابل الاضرار التي ستلحق بالمواقع الاسرائيلية والمستوطنات جراء اطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية0
ورغم ان اسرائيل تلقت من الولايات المتحدة الامريكية مساعدات في عامي 2007 - 2008 هي الادنى منذ العام 1985 اذ لم تتجاوز في عام 2008 / 3 مليارات دولار كمساعدات مباشرة من الحكومة الامريكية ومقارنة بعام 2006 فان المساعدة الامريكية لاسرائيل بشكليها المدني والعسكري وصلت الى اكثر من 4 مليارات دولار وفي اب 2007 وقعت اسرائيل مع الولايات المتحدة على مساعدات جديدة كلها امنية وبمبلغ اجمالي وصل الى 30 مليار دولار في السنوات 2009 الى 2018 وبشكل متدرج اذ تبلغ في 2009 - 55ر2 مليار دولار وفي 2010 ستصل الى 775ر2 مليار دولار0
ونشر المكتب المركزي للاحصاء في حكومة العدو ارقامه مؤكدا ان الاستهلاك الامني في اسرائيل بلغ في عام 2008 حوالي 5ر14 مليار دولار
والميزانية الامنية في هذا العام كانت هي الاعلى في تاريخ الامن الاسرائيلي0
وبالعودة الى عدوان اسرائيل تموز 2006 على لبنان ووفق الارقام الاسرائيلية المعلنة بلغت تكلفته اكثر من 8ر2 مليار دولار وكان الاقتصاد الاسرائيلي وقتها قويا بما فيه الكفاية اضافة الى المساعدات الهائلة التي قدمتها الادارة الامريكية لاسرائيل في حربها تلك أما اليوم فان الاقتصاد الاسرائيلي يعيش حالة ابطاء حاد وهو على شفا الركود التام مع جمود الانتاج الصناعي وتراجع التصدير وتزايد العجز في الموازنة0
هذه الارقام ستجعل الطاقم الحكومي في اسرائيل ومع الخسائر التي بدأت تلحق بالجنود الاسرائيليين مع بدء الهجوم البري على غزة يعيد حساباته هربا من لجنة فينوغراد ثانية تطيح بالمناورات الانتخابية لافراد الطاقم الحكومي الساعين الى تحسين صورتهم ومكانتهم لدى الناخب الاسرائيلي لكن بوادر الفشل القادمة مع بداية الحرب البرية ستحمل هؤلاء نتائج كارثية على اسرائيل واقتصادها المتراجع نحو الركود ولن تنعكس خسائر العدوان على غزة على الاسرائيليين فحسب بل ان دافعي الضرائب الامريكيين سيتلمسون رؤوسهم خوفا من تعاظم حصتهم من الخسائر وهم الذين يعانون من الانعكاسات السلبية المباشرة للازمة المالية التي تعصف بالاسواق العالمية0