وقال السيد نصر الله في كلمة له بالذكرى الـ19 لعيد المقاومة والتحرير أمس: إن عيد المقاومة والتحرير يوم تاريخي وله نتائج إستراتيجية وعسكرية كبيرة على مجريات الصراع العربي الإسرائيلي مؤكداً دور سورية وإيران في إنجاز انتصار عام 2000 الذي أغلق بوابة زمن الهزائم وفتح باب زمن الانتصارات.
وأوضح السيد نصر الله أن من أهم النتائج التي حققها هذا الانتصار وثبتها وكرسها مع الوقت صنع معادلة القوة في لبنان وهزيمة كاملة للعدو الإسرائيلي وإخراجه مذلولاً.
وقال السيد نصر الله: إن العالم كله وفي مقدمته العدو الإسرائيلي أقر بأن ما حصل في الـ25 من أيار هو هزيمة كاملة له وانتصار واضح وجلي للبنان الذي أصبح الآن في موقع القوة مشيراً إلى أن أهمية قوة الردع اللبنانية هي في الحفاظ على أمن وثروات وحاضر ومستقبل لبنان وداعياً إلى العمل للحفاظ على هذه القوة.
وحول القضية الفلسطينية أكد السيد نصر الله أنها تتعرض اليوم لأكبر مؤامرة ترمي إلى تصفيتها داعيا الجميع إلى تحمل «المسؤولية التاريخية» في مواجهة «صفقة القرن» المشؤومة.
وحذر السيد نصر الله من تداعيات «الورشة الاقتصادية» التي دعت الإدارة الأمريكية إلى عقدها في البحرين أواخر الشهر القادم والتي قد تفتح الباب أمام إلغاء حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وتوطينهم في لبنان ودول أخرى.
ونوه السيد نصر الله بموقف الشعب البحريني الرافض أن تكون بلادهم هي الأرض التي تحتضن الخطوة الأولى في «صفقة القرن» التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وبشأن المهجرين السوريين في لبنان أكد السيد نصر الله أن هناك إصراراً أمريكياً غربياً خليجياً لعرقلة عودتهم إلى بلادهم وذلك لأسباب سياسية لا تتعلق بأي شأن إنساني.
هذا وقد احتفل أبناء الشعب اللبناني أمس بعيد المقاومة والتحرير مستذكرين اندحار قوات الاحتلال الإسرائيلي من قرى الجنوب اللبناني يوم الخامس والعشرين من أيار عام 2000 وهو اليوم الذي شكل منعطفاً تاريخياً في حياة اللبنانيين والمقاومة الوطنية اللبنانية ككل.
فتضحيات المقاومة اللبنانية على مدى سنوات طويلة أثمرت تحقيق نصر مؤزر بطرد قوات الاحتلال التي خرجت مهزومة تحت جنح الظلام مخليةً مواقعها من عشرات القرى الجنوبية ليتضح للعالم كله أن نهج وخيار المقاومة بوجه الاحتلال هو الطريق الأنجع لتحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة إلى أصحابها.
وقبيل اندحار قوات الاحتلال بأيام قليلة قام أهالي الجنوب في الحادي والعشرين من أيار بتشكيل سلاسل بشرية مدعومة من قبل المقاومة اللبنانية لتحرير القرى الجنوبية وبدأ التحرير من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة ثم إلى قرى الطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت وحولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين وغيرها.
وفي اليوم التالي انضمت بلدات بنت جبيل عيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة بينما اقتحم الأهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الأسرى كما تقدم الأهالي والمقاومون إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها لتندحر عنها قوات الاحتلال وليكون الخامس والعشرون من أيار صفحة مضيئة في صفحات المجد وعيداً للمقاومة والتحرير في لبنان.