الجيش العربي السوري يتابع عمليات التصدي لخروقاتهم المتكررة والتي تأتي علنية أمام انظار الاخواني الذي يعطي الاوامر لتحركاتهم وعملياتهم الارهابية.. إلا أن الرد دائماً على مقاس تلك التهديدات والاستفزازات الارهابية التي ترتد عليهم مزيداً من الهزائم في الميدان.
إذاً فالتنظيمات الارهابية المحتلة لمحافظة إدلب وجبهاتها في منطقة خفض التصعيد أسندت لإرهابيين بلجيكيين وفرنسيين ومغاربة مهمة الاستخدام الفوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين بمواجهة أي تقدم للجيش العربي السوري على الجبهات المذكورة، وذلك لاستحضار التدخل الخارجي في سورية.
وكشفت وسائل إعلام أن إرهابيي هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» عقدوا خلال اليومين الماضيين عدة اجتماعات مع ممثلين عن تنظيمي «الحزب الإسلامي التركستاني» و»جيش العزة» الارهابيين وبحضور عناصر من تنظيم «الخوذ البيضاء» الارهابي، حيث تم إعطاء الأوامر لقادة الفصائل باستخدام غاز الكلور في حال حصل أي تقدم لقوات الجيش العربي السوري على أي جبهة في ريف حماة أو اللاذقية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في 21 من الشهر الجاري ببيان لها أن واشنطن وحلفاءها سيردون بسرعة وحسم بناءً على تلك التلفيقات المراد منها هذا التدخل.
الرد السوري دائماً حاضر، حيث رفضت دمشق الاتهامات الموجهة إليها باستخدام الكيميائي ووصفتها بمحاولة متكررة يائسة من دول غربية لتخفيف الضغط عن الإرهابيين في إدلب وإبطاء تقدم الجيش في تلك المنطقة، في حين صرحت موسكو بأن التقارير حول هجمات كيميائية في إدلب تدعو إلى السخرية نافية المزاعم بشأن وقوع هجمات كيميائية في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
أما في الميدان فكان الرد عبر مزيد من التصدي لخروقات الارهابيين، والتقدم ضمن مسيرة التحرير التي يخوضها الجيش العربي السوري والتي كانت حصيلتها الاخيرة القضاء على مئات الارهابيين وتصفية متزعميهم، وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش العربي السوري، في صده هجمات هيئة تحرير الشام، في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة خفض التصعيد بإدلب، قضى على أكثر 350 إرهابيا ودمر دبابات وعربات.
وقد تصدت وحدات الجيش العربي السوري لاعتداء التنظيمات الارهابية على بلدة معرسته بريف حلب الشمالي. ووفقا لرئيس المركز الروسي للمصالحة فيكتور لكوبتشيشين فإن الجماعات الارهابية تنقل تعزيزات وأسلحة ومعدات عسكرية إلى منطقة بلدة كفر نبودة من أجل التعويض عن خسائرها. تلك التحركات وتلك الاعتداءات لم ولن تكون ذات مفعول وهي مستحيلة الحدوث أصلاً من دون دعم تركي فالسجل التركي حافل بتلك الاجراءات التي من خلالها عمد الى دعم الارهابيين وتمويلهم في كل الاجراءات المتخذة ضد اهداف مدنية او عسكرية، ومن ضمنها الاعتداءات المتكررة على مطار حميميم.
بعض وسائل الإعلام والخبراء يؤكدون أن لأنقرة علاقة غير مباشرة بالهجمات الصاروخية على القاعدة العسكرية الروسية، وقد نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، مقالاً يتحدث عن استمرار تركيا بتسليح الجماعات الارهابية الأمر الذي يخالف اتفاقها مع روسيا.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الهجمات الارهابية على حميميم مستحيلة من دون دعم تركي، ذلك ما يؤكده أيضا خبير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، فلاديمير ايفسييف، ويلفت الانتباه إلى أن راجمات الصواريخ الحديثة التي يستخدمها الارهابيون لا يمكن وصولها إلا من أراضي تركيا.. وهذا يدل مرة اخرى على الاجراءات التركية الداعمة للإرهاب.
لن يتوقف الامر عند هذا الحد فالاجرام التركي فاض من الجعب بحق المدنيين في المناطق التي تحتلها، حيث أكدت مصادر أهلية أن قوات الاحتلال التركي أوقفت ضخ مياه الشرب إلى مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي بحجة عدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيل محركات محطة الضخ الواقعة في قرية «ميدانكي»، مشيرة إلى القرار التركي لا يشمل عملية الضخ إلى مدينة اعزاز الواقعة إلى الشرق من عفرين، وتعد واحدة من معاقل الفصائل الارهابية الموالية لأنقرة.
قطع المياه منذ قرابة الشهرين لم يمنع ما يسمى بـ «المجالس المحلية»، المعينة من قبل الاحتلال التركي من الاستمرار بجباية «فواتير المياه» من السكان الأصليين، في واحدة من أساليب الضغط التي تمارس على سكان مدينة «عفرين»، والمناطق التابعة لها في ريف حلب الشمالي الغربي، في مقابل إعفاء عوائل عناصر الفصائل الارهابية التابعة لأنقرة والتي وطنّت في المنطقة لإحداث تغيير ديموغرافي يتناسب والرؤية التركية للمناطق الحدودية، من أي ضريبة أو فاتورة لقاء الخدمات الأساسية المقدمة لها.
وفيما يتعلق بمخيمات الموت فقد أصدرت منظمة أممية بياناً شددت فيه على خطورة الوضع في مخيم الهول الذي أنشأه مرتزقة «قسد» في ريف الحسكة. ووفقاً للبيان الذي نشرته المنظمة، فإنه يوجد في المخيم 73 ألف شخص من بينهم عوائل إرهابيي «داعش» الذين جمعتهم «قسد» مع المدنيين، مشيراً إلى أن الوضع في المخيم بات «حرجاً».