تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسل سلام..وأريـــج عطرهـــــا حضـــارة مكللــــة بالغــــــار

ثقــــــــــــــافة
الثلاثاء9-2-2016
ف . د

قال حكيم «إذا كان معك قرشان فاشتر بواحد رغيفا وبالآخر وردة»، لاهمية الزهور في حياة الانسان فهي الروض الذي نؤوب اليه كلما ضاقت بنا السبل فنجد ضالتنا في حديقة وقد تضوعت ازهارها عطرا، ففي الوانها راحة للنفس المتعبة،

‏‏

ومن عطرها نتنسم عبير الحياة النقي، فهي تمنح السعادة دون مقابل، وقديما كانت تقام منتجعات خاصة فيها من الزهور الوان وعطورلمعالجة المرضى فهي استراحتهم الاجمل بعد عناء المرض.‏

وكم كتبت من القصائد وكم من الشعراء تغنوا بها وكانت رسولهم الى من احبوا عربون عشق ووفاء.وتربعت الازهار على عرش القلوب، وازدانت بها البيوت والشرفات، وخصصت لها مزارع وحدائق كالحديقة البيئية التي تربعت في كنف دمشق وضفة نهرها الخالد، والى جانب اسواقها القديمة، تستقبل زوارها بالزهر والعطر، تشع من ثغرها ابتسامة جميلة، قطعة من ارض دمشق تضم باقة متنوعة من نباتات حوض دمشق، تحاكي حدائق بيوت دمشق القديمة التي لاتزال تعبق برائحة ازهار النارنج والفل والياسمين.‏‏

تقول المهندسة امل صيداوي في كتابها «دليل نباتات الحديقة البيئية في دمشق» ابجدية دمشق هي نباتاتها واشجارها وطبيعتها الخلابة، والتعريف بهذه النباتات هو تعريف بمدينة دمشق العريقة الغنية بتنوعها الحيوي، لانستطيع الكلام عن الطبيعة والنباتات دون الكلام عن الشعر والجمال.‏‏

فالطبيعة شعر وموسيقا حباها الله لنا للاهتمام بها ورعايتها كي يكون العطاء متبادلا بيننا، يقول ابن الرومي يمدح احدهم:‏‏

كل الخلال التي فيكم محاسنكم‏‏

تشابهت منكم الاخلاق والخلق..‏‏

كأنكم شجر الأترج طاب معا‏‏

حملا ونورا وطاب العود والورق..‏‏

ان الاهتمام بنباتات الزينة بشكل عام وزراعتها في الحدائق والساحات العامة يجعل مدننا في غاية الجمال، توجد في الحديقة البيئية بعض من نباتات الزينة الياسمين والريحان والشمشير والفل والمنثور والقرنفل والمرجان.‏‏

فالزهور ونباتات الزينة تنعش القلوب وتفتح العقول وتشرح الصدور، وهي مظهر من مظاهر الجمال ترهف في المرء حاسة الذوق والفن، من الممكن ان تكون هواية ممتعة لدى الاطفال، لينشؤوا على حب الطبيعة والذوق الرفيع.‏‏

تمثل الحديقة البيئية نموذجا يحتذى لكيفية تكثيف الجهود لخدمة ترويج مبدأ حمايةالبيئة وهي محاولة ابداعية لمزج الاهداف والوظائف البيئية والتربوية والترفيهية، فهي منبر لنشاطات متنوعة كالمحاضرات وورشات العمل البيئية والمعارض واللقاءات.‏‏

كما تقدم الحديقة مثالا ناجحا لتلاقي الارادة الشعبية مع الحكومة والدولية للحفاظ على البيئة في دمشق النابضة بالحياة، انه يثبت لنا كيف يمكن ان نحول الاراضي المهملة في اطراف المدن الى حدائق تحافظ على التنوع الحيوي وتكون نموذجا يحفز لاستعادة المساحات الخضراء التي رحلت عن المدينة في غفلة من الزمن.‏‏

يضم الكتاب تسع وسبعين نوعا نباتيا من اهم النباتات التي تضمها الحديقة البيئية، تم ترتيبها باسلوب علمي وذلك وفق فصائلها التي تنتمي اليها، اضافة الى الصورالمأخوذة من ضمن الحديقة.‏‏

المؤلف:الدكتور عماد القاضي ومديرة مشروع فورد المهندسة امل صيداوي ماجستير في امراض النبات.‏‏

يقع الكتاب في 196 صفحة من القطع الكبير غني بالصوروالمعلومات الهامة ويشكل مرجعا للكثير من الازهار بطريقة علمية ممنهجة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية