تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عمالقة.. ولكن !!

رؤيـــــــة
الثلاثاء9-2-2016
فاتن دعبول

ظاهرة لم أجد إلى تفسيرها سبيلاً، ففي أكثر النشاطات الثقافية المحلية والتي تحمل البصمة السورية بامتياز أجد دائماً هذا الاقحام المفتعل للكثير من أقوال العلماء والمفكرين الغربيين، حتى عندما نريد أن نوضح فكرة معينة فيكون «الفيديو» المستورد جاهزاً، وإذا أراد المحاضر أن يضفي على جلسته بعض الرومانسية فإنه ينهل من بعض ماأبدعه موسيقيو ماوراء البحار.

ليس انتقاصاً أو تعصبا ماأرمي اليه ولكنه الغيرة على أسماء سطرت أنصع الصفحات في تاريخ البشرية ولدت ونشأت على أرض الامجاد والبطولات أفليست الاقدر على التعبير عن ثقافتنا وهمومنا ودم مشترك يجري في عروقنا.‏

لماذا لانعطي لأبناء جلدتنا حقهم ونعيد ذكراهم من خلال استذكار مؤلفاتهم وأقوالهم ومواقفهم لشحذ همم الشباب ولغرس الثقة في نفوسهم أن تراثهم غني بالمعرفة والفكر والعلم ومن واجبهم متابعة رحلة الاجداد، وبذلك نحفظ للاجيال إرثها الحضاري الذي يحاول الظلاميون طمس معالمه وتشويهه.‏

نحن لاننكر على الأجيال تواصلها الحضاري ومواكبتها للحضارات الأخرى بل نجد في ذلك تكاملاً وغنى، لكن علينا أن نتشبث بجذورنا ونفخر بمن ساهم في وضع اللبنات الأولى في الحضارات الانسانية، ففيها من الفكر والأدب ذخيرة لاتنضب ومناهل تدفع بنا إلى تمثل قيم البحث والتحليل والإبداع في عالم تسارع العلوم والاختراعات لنلحق بركبها ونعتلي هامات المجد كما كنا دائماً.‏

ولايختلف اثنان على أهمية سقراط وأفلاطون وتولستوي مثلاً ولكن نحن أيضا لدينا قائمة تطول من المبدعين في المجالات كافة ليس آخرها حنا مينة، سعدالله ونوس، ندرة اليازجي، الماغوط وجودت سعيد، وفي كتاباتهم ومواقفهم مايستحق التمثل به ووضعه علامة فارقة في عالم الكبار والعمالقة.‏

ولن اقول كما قال نيوتن:»نحن نبني الكثير من الجدران والقليل من الجسور»بل سنحطم الكثير من الجدران ونبني الكثير من الجسور تمتد من إرثنا العريق إلى أمجاد النصر القريب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية