واشنطن تعتمد على أموال السعودية لتمويل الإرهاب في سورية
متابعات سياسية الثلاثاء9-2-2016 ترجمة : غادة سلامة قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الولايات المتحدة الاميركية تعتمد بشدة على المملكة السعودية في تمويل ودعم جماعات المعارضة المسلحة المقاتلة في سورية واوضحت الصحيفة الاميركية في تقرير لها بداية هذ العام 2016 ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما سمحت لوكالة الاستخبارات الاميركية المركزية CiA السي آي ايه بالبدء في تسليح المعارضة السورية
وذلك منذ عام 2013 وبما ان الوكالة المركزية للاستخبارات الاميركية السي آي ايه تعلم جيدا بأنها بحاجة الى شريك وممول كبير لها يكون على استعداد لتمويل العملية السرية وبالطبع هذا الشريك هو المملكة السعودية التي تحاول دائما اخفاء ذلك الامر بالرغم انها كانت ومازالت هي الممول الاساسي الذي اعتمدت عليها الوكالة الاميركية للاستخبارات العسكرية السي آي إيه طيلة عقود وذلك لتمويل الصراعات في العالم.
ومنذ فترة طويلة وحتى هذه اللحظات فإن وكالة الاستخبارات الاميركية تعتمد على خزائن المال السعودية لتمويل حملاتها العسكرية سواء في العراق او افغانستان والان في سورية حيث اتفقت هذه الوكالة مع نظيرتها السعودية على ترتيب غير عادي لمهمة تدريب التنظيمات الاسلامية المتشددة وهي المهمة التي اتخذت اسم خشب الجميز وبموجب الاتفاق يقول مسؤولون حاليون وسابقون في الادارة الاميركية ان السعوديين يساهمون في كل صفقات تسليح وتمويل المتمردين والمتطرفين بينما تتولى السي اي ايه تدريبهم على استخدام البنادق الهجومية ِAK_47 والصواريخ المدمرة للدبابات التي تم بيعها للسعودية وإيصالها للمسلحين عبر سماسرة أتراك وخليجيين وقالت الصحيفة ان دعم المتمردين والارهابيين في سورية ليس سوى الفصل الاخير في عقود من علاقة طويلة ووطيدة جمعت اجهزة الاستخبارات في السعودية مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية حيث توجت السعودية هذه العلاقة الوطيدة الممتدة إلى عقود خلت بالفضيحة الكبرى لها وذلك بالتعاون مع الاستخبارات الاميركية السي اي ايه في دعم المقاتلين الافغان من حركة طالبان وغيرها من الحركات المتطرفة دينيا وتمويلهم لطالبان للقيام بأعمال عسكرية ضد القوات السوفياتية في افغانستان وحروب الوكالة في افريقيا وغيرها من الدول كما هو الحال في سورية حيث تقوم السعودية بتمويل فصائل المعارضة المسلحة والمتطرفة حيث تقدم السعودية دائما وبسخاء كبير ضمانات مادية كبيرة للولايات المتحدة الاميركية كي تقوم الاخيرة بنشاطاتها السرية لتمويل الحركات المتطرفة في العالم من اجل اشعال الحروب من خلال اثارة الفتن والنعرات الطائفية وغيرها من الامور التي تؤجج الاوضاع في البلدان وتؤدي الى الاقتتال بين الشعوب حيث يتم ذلك برعاية امريكية وتمويل سعودي وبناء على ذلك فإن العلاقة بين واشنطن والرياض مازالت مستمرة و وطيدة في هذه الامور ونعني الامور العسكرية اما على مستوى العلاقة الشخصية بين الدولتين فإنها في الفترة الاخيرة اصبحت في حالة تغير مستمر فالعلاقات القديمة التي قامت على روابط النفط الرخيص والجغرافيا السياسية فإنها تراجعت مع اعتماد الولايات المتحدة الاميركية على النفط الاجنبي واتجاه ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما للتقارب الدبلوماسي مع ايران منذ فترة لابأس بها.
واشارت الصحيفة الى ان التحالف السعودي الاميركي مستمر بسبب حصول الولايات المتحدة على بحر من المال السعودي ناهيك عن المصلحة المشتركة بين الطرفين في عدة امور وتضيف الصحيفة ان العلاقة الاستخباراتية الطويلة بين السعودية والولايات المتحدة يفسر لماذا ترددت الاخيرة في انتقاد السعودية علانية على ما تقترفه من انتهاكات لحقوق الانسان داخل وخارج السعودية ومعاملتها السيئة للنساء داخل السعودية ودعمها للتشدد الديني المتمثل بالوهابية الدينية التي الهمت العديد من الجماعات الارهابية في العالم على التمدد هذا غير الخلافات الموجودة اصلا داخل العائلة المالكة السعودية والمشاكل الأخرى المتعلقة بتزايد حالات الفقر في السعودية واسراف الاسرة الحاكمة في دعم حكومات لا تتمتع بالشعبية في المنطقة ودعم السعودية لفصائل مسلحة متطرفة تقاتل في سورية تابعة للقاعدة بمليارات الدولارات يعتقد أن أبناء الشعب السعودي أحق بها من تمويل المسلحين واشعال المنطقة بالحروب الطائفية كذلك تهميش القبائل التقليدية التي كان لها باع كبير قبيل حكم ال سعود ثم ظهور رجال دين يتمتعون بشعبية جارفة أصبحوا ينتقدون حكام السعودية وبالنظر الى سجل السعودية السيء في حقوق الانسان وتصديرها نسخة متشددة من الاسلام المتطرف السيىء فإن السعوديين اصبحوا ليسوا حلفاء بالنسبة لواشنطن بقدر ما هم شركاء لها في المصلحة المشتركة فقط .
|