وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في سوتشي أمس أن الجانبين الروسي والبحريني متفقان على ضرورة دعم المجتمع الدولي لتطبيق القرار الدولي 2254 الذي ينص على إقامة الحوار السوري الشامل والذي يمكن السوريين من تحديد مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم.
ولفت لافروف إلى أن موسكو ستواصل جهودها في إطار»المجموعة الدولية لدعم سورية» والتي ستجتمع بميونيخ 11 الجاري بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة في سورية.
وقال لافروف إن روسيا والبحرين راغبتان في أن تكون سورية دولة مستقرة وعلمانية وحريصتان على سلامة أراضيها وأن يكون هناك ضمانات لجميع أطياف المجتمع السوري.. مبينا أن هذه المبادئ لابد من تبنيها بحل الأزمات في كل من ليبيا واليمن والعراق وأفغانستان.
وشدد لافروف على ضرورة إبداء الاهتمام الخاص وتضافر الجهود الدولية لحل قضية الشعب الفلسطيني على أساس العدالة.
وقال لافروف إن على شعوب المنطقة تحديد مصيرها بنفسها أما الدعم من الخارج فيجب أن يكون مضبوطا ومناسبا وملائما ويأخذ بعين الاعتبار التقاليد والتاريخ الغني لشعوب المنطقة، لافتا إلى أن روسيا تدافع عن هذه المبادئ بشكل منتظم وهي موجودة في مقاربتها للأمن في الخليج.
من جانبه دعا وزير الخارجية البحريني جميع دول العالم وخاصة الدول الكبرى والمؤثرة إلى التعاون مع روسيا لتثبيت الأمن والاستقرار في سورية مشيدا بدور الرئيس فلاديمير بوتين والدولة الروسية في مساعدة سورية للخروج من أزمتها.
وأشار آل خليفة إلى أن مواقف البلدين كانت موحدة في المحاور الرئيسية وهي»مكافحة الإرهاب والحلول السلمية للأزمات وعدم السماح بتفكيك الدول وإسقاط الدول الوطنية» قائلا:ننظر بعين التأييد للرؤية الروسية المحدثة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر خلال لقائه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في وقت سابق أمس أن روسيا والبحرين تعملان على استحداث آليات جديدة للتعاون الثنائي رغم الصعوبات الاقتصادية.
زاخاروفا: بان كي مون متورط
بحملة إعلامية لتشويه دور روسيا
أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وجد نفسه متورطا عن قصد او غير قصد في الحملة الاعلامية التي تشنها وسائل الاعلام الاجنبية لتشويه دور روسيا ازاء حل الازمة في سورية وعمليتها الجوية ضد الإرهاب والادعاء بوقوع ضحايا مدنيين فيها وقالت زاخاروفا في تصريح لها امس: انه يجب أن تتناسب التعليقات الصادرة عن الموظف الاداري الاساسي في منظمة الامم المتحدة مع صفته الرسمية وتتسم بالنزاهة والموضوعية وهذا ما لم يحدث في حالة خطاب الامين العام للامم المتحدة أمام مؤتمر لندن وكذلك في حديثه مؤخرا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية والذي القى فيه المسؤولية على روسيا عمليا في تعثر الحوار السوري السوري في جنيف وتردي الوضع الانساني في سورية .
وشددت زاخاروفا على ان الجميع يعلم أن المعارضة المتطرفة بالذات التي يتلاعب بها رعاتها الاجانب هي التي طرحت في الحوار السوري السوري في جنيف شروطا غير مقبولة لإجراء هذا الحوار خلافا لوفد الجمهورية العربية السورية والمعارضين الوطنيين السوريين، مضيفة:
انه ليس سرا على احد من الذي أحبط مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في عملية جنيف وأقصى عن التسوية بذلك قسما مهما من سكان سورية .
وكان بان كي مون اطلق تصريحات مفاجئة ادعى فيها ان ما وصفه تكثيف عمليات القصف الروسية في سورية كان له وقع سلبي جدا على الحوار غير المباشر في جنيف متجاهلا ما جرى في جنيف من انسحاب لوفد معارضة الرياض قبل ان تبدأ المحادثات.
وجددت زاخاروفا التأكيد على ضرورة ان يستند الحوار في جنيف إلى التنفيذ الكامل لاحكام قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254، وقالت: اننا سنتمسك بهذا الخط في لقاء ميونيخ المقرر في 11 الشهر الجاري للجنة الدولية لدعم سورية ونحض جميع المشاركين فيه على تقديم تقييمات نزيهة وبناءة .
بيسكوف: التنظيمات الإرهابية
يجب ألا تشارك في جنيف أبداً
بدوره أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن التنظيمات الإرهابية في سورية لا تشارك في الحوار السوري في جنيف ويجب ألا تشارك أبدا.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن بيسكوف قوله للصحفيين إن روسيا ليست بالتأكيد الطرف الذي يمكن أن يلقى عليه اللوم في توقف الحوار السوري في جنيف مذكرا بأن القوات الروسية تقدم الدعم للجيش العربي السوري في عملياته ضد التنظيمات الإرهابية.
وردا على سؤال حول ما أورده تلفزيون روسيا عن وجود قوات خاصة شيشانية في سورية تعمل في مناطق سيطرة تنظيم «داعش» قال بيسكوف إن : وزارة الدفاع الروسية قدمت توضيحات مكثفة عن الوحدات العسكرية الروسية المشاركة في عملية مكافحة الإرهاب في سورية ومدة بقائها وما تفعله هناك وأقترح عليكم الاستماع إلى هذه التقارير.
وأضاف بيسكوف: إن لدى روسيا قوات مسلحة فيدرالية وقوات داخلية فقط وبالتالي ينبغي توجيه السؤال عن نشر هذه القوات أو تلك إلى الجهات ذات العلاقة وينبغي للمرء ألا يتكلم عن فرقة عمل خاصة شيشانية ولكن عن الوحدات الفيدرالية ذات الصلة.
كيربتشينكو: معارضة الرياض وداعموها لا يهربون
من المعركة فقط بل من المفاوضات أيضا
و في سياق متصل أكد السفير الروسي في القاهرة سيرغي كيربتشينكو أن معارضة الرياض والدول الإقليمية والأجنبية الداعمة لها مسؤولون عن تعليق الحوار السوري السوري في جنيف.
وقال كيربتشينكو في حديث خاص لوكالة سبوتنيك الروسية : إن المشكلة تكمن في المعارضة السورية نفسها وفي الدول الإقليمية وغير الإقليمية الداعمة لها وهي لا تهرب فقط من أرض المعركة بل من المفاوضات أيضاً.
كينشاك: استمرار بعض الدول بدعم
التنظيمات الإرهابية يطيل أمد مكافحة الإرهاب
من جانبه أكد سفير جمهورية روسيا الاتحادية بدمشق ألكسندر كينشاك أهمية تعزيز التعاون العسكري التقني الروسي السوري في ظل الحرب الإرهابية التي تشن على سورية.
وقال كينشاك في حديث لوكالة إنترفاكس الروسية: إن تزويد سورية بالأسلحة والمعدات العسكرية يتم بشكل قانوني تماما ووفقا للقانون الدولي لأن روسيا تفعل ذلك بطلب من الحكومة الشرعية.
وأشار كينشاك إلى أن اتصالات العمل الروسية السورية تجري بشكل مكثف على مختلف المستويات وفي مختلف المحافل بما في ذلك من خلال سفارتي البلدين وممثلياتهما لدى المنظمات الدولية متوقعا قيام مسؤولين روس كبار بزيارة سورية في المستقبل القريب.
وفي سياق آخر أكد السفير الروسي أن تغيير ميزان القوى على الأرض لمصلحة الجيش العربي السوري والنجاحات التي يحققها هذا الجيش دفع بالدول الأجنبية وبعض الدول الإقليمية إلى زيادة الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية وتمويل الإرهابيين من الخارج لتسليم أحدث أنواع الأسلحة لهم «بما في ذلك منظومات دفاع جوي محمولة ستقع في نهاية المطاف في أيدي جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين».
ورأى كينشاك أن استمرار تلك الدول بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية من شأنه أن يؤدي إلى تأجيج الحرب في سورية أكثر وإطالة عملية مكافحة الإرهاب.