من نبض الحدث.. ديكة المنابر .. وهْمُ الصياح وسموم الرياح
صفحة أولى الثلاثاء 9-2-2016 كتب ديب علي حسن يصول ويجول، يرفع الصوت عاليا مهددا، واعدا ومتوعدا، من خمس سنوات ونيف, لم يترك منبرا استطاع الوصول اليه، الا وكان الديك المنفوش من فوقه.
لم تكفه منابر بلاده التي حولها الى مزابل كلام ورغاء لامعنى له، بل قاده غروره الى الطواف في قارات العالم، لعل احدا يسمعه.
اردوغان الغارق في ضجيج وصخب ما يجري، والمشتعل بنار كانت يداه قد اوكتاها وهاهو الان في اتونها شاء ام ابى، ولا مناص من ان يشتد اوار الحريق، مهما علا صراخه،وهدد وتوعد، اغمض عينيه عن كل السنة اللهب التي احاقت به من كل حدب وصوب، وعاد اليوم ليلاقي صياح ديكة بني سعود ويعلن ان تركيا مستعدة لاي تغيير يجري في سورية، ولربما اخذه الوهم والغرور الى ان يرى احلام يقظة، ويعتقد ان جحافل بني سعود قد طوت الفيافي وصارت على مقربة من تخوم بلاد الشام، ولم يبق الا ان تعلن انها انجزت الصولة والجولة, وصارت داعش من منسيات الماضي، كأنه عاش لحظات المخاتلة هذه وامتطى منبرا لا نعرف كيف اعد له على عجل، ويراكم فوق كل ما كان من نشازه نشازا آخر لا يعرف اين يصرفه، ولا لمن يوجهه، لكنه يريد ان يلفت الانظار ويقول: ها انا مازلت فوق مزبلتي اصيح وانفع.
اعماه الغضب عن رؤية الحقائق التي تتراكم على الارض ليس كل يوم، بل كل ساعة، فالجيش العربي السوري، من الجنوب الى الشمال يحقق الانجاز تلو الاخر، وما ترسمه الاقدام على الارض يصرف, وبارفع الاثمان، سواء كان الصرف مباشرا او غير مباشر، فالواقع والتحولات التي نراها ليست من فراغ، ولن يكون صياح الديكة من على منابر هي اقرب الى العفن التاريخي، لن يكون بقادر على فعل شيء، وحتى احاطات الوهم التي ظن مقدمها انها ستصرف في ميزان من يدفع باتت ممجوجة غير مصروفة الا عند اعلام تكلس وبقي في حظيرة المال والاحقاد، وخيبات الديك الصياح تدفعه الى ان يركب موجة الوهم من اينما هبت من الربع الخالي ورياحه السموم، ام من جواره، فالامر لايهم، ولينتظرصباحات قادمة يصنعها السوريون، حينئذ سيصبح الصياح عواء.
|