تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلّ دروب الحبّ توصل إلى حلب

ثقافة
22-2-2020
حلب قصدنا ، وانت السبيل،ليس عند المتنبي وحده بل هي قيثارة الشعر ونغمه على ألسنة المبدعين، حلب في قاموس المبدعين ركن أساس، هي النغم وهي العطاء.

نزار قباني في حلب مستعيدا أمجاد الشعر‏

ففي يوم 21 كانون الأول عام 1980 قام نزار قباني بزيارة مدينة حلب بلهفة وحب بدعوة من الاتحاد الوطني لطلبة سورية-فرع جامعة حلب- معتذراً عن طول الغياب، ووجد نفسه أمام الآلاف من شبان وشابات حلب الأبية، فارتجل قصيدته التي يقول فيها:‏

___________________________________________‏

أيها الأحباء‏

كل الدروب لدى الأوروبيين توصل إلى روما‏

كل الدروب لدى العرب توصل إلى الشعر‏

وكل دروب الحب توصل إلى حلب‏

صحيح أن موعدي مع حلب تأخر ربع قرن‏

وصحيح أن النساء الجميلات لا يغفرن لرجل‏

لا ذاكرة له ولا يتسامحن مع رجل لا ينظر‏

في أوراق الروزنامة..‏

ولا يقدم لهن فروض العشق اليومي.‏

كل هذا صحيح ولكن النساء الجميلات وحلب‏

واحدة منهن‏

يعرفن أيضاً أن الرجل الذي يبقى صامداً في نار العشق‏

خمساً وعشرين سنة ويجيء‏

ولو بعد خمس وعشرين سنة‏

هو رجل يعرف كيف يحب ويعرف من يحب‏

ربما لم أضع حلب على خريطتي الشعرية‏

وهذه إحدى أكبر خطاياي ولكن حلب كانت دائماً‏

على خريطة عواطفي وكانت تختبئ في شراييني‏

كما يختبئ الكحل في العين السوداء‏

وكما يختبئ السكر في حبة العنب‏

واليوم تتفجر الحلاوة كلها على فمي‏

فلا أعرف من أين يبدأ الشعر ومن أين‏

يبدأ النبيذ ومن أين تبتدئ الشفة‏

ومن أين تبتدئ القبلة‏

ومن أين تبتدئ دموعي.. ومن أين تبتدئ حلب‏

لا أريد أن أتغزل بحلب كثيراً‏

حتى لا تطمع.. ولا أريد أن أتكلم عن الحب‏

بقدر ما أريد أن أحب.. كلماتنا في الحب تقتل حبنا‏

إن حروفنا تموت حين تقال‏

كل ما أريد أن أقوله إن حب النساء‏

وحب المدن قضاء وقدر‏

وها أنذا في حلب‏

لأواجه قدراً من أجمل أقداري‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية