مدير عام مؤسسة الخطوط الحديدية الدكتور نجيب الفارس كشف «للثورة» أن نسبة التنفيذ في مشروع تأهيل خط حديد دمشق - حلب تجاوزت 85 % ، حيث سيدخل الخط في الخدمة خلال الأشهر القريبة القادمة، مبينا أن كوادر المؤسسة والورشات الفنية استطاعت الانتهاء من تنفيذ الركيزة الطرفية لجسر حر بنفسه و تأهيل أربع فتحات بطول 20م لكل منها، والتي تعتبر العقدة الأساسية لمشروع تأهيل خط حديد حلب - دمشق، حيث يصل طول الجسر إلى 480م وارتفاعه 18 م، وكان الإرهاب قد دمرها أثناء الحرب ، مبينا أن الكوادر الفنية بدأت مع الساعات الأولى لإعلان حماة الوطن تطهير ريف حلب بالعمل وعلى مدار الساعة لإصلاح وترميم الخط الحديدي البالغ طوله400كم بكافة مكوناته «جسم ترابي - عبّارات - جسور صغيرة - الخط الحديدي من قضبان وعوارض وبحص ومثبتات ومفاتيح ..) لتسيير القطارات للركاب، وتأمين الحبوب وموارد الطاقة المتنوعة لكافة الفعاليات الاقتصادية والخدمية للقطاع العام.
وأوضح أن المؤسسة تقوم بتأمين غرف مسبقة الصنع من شركات القطاع العام لوضعها بخدمة عناصر الخدمة الفعلية والمسؤولين عن استقبال وترحيل القطارات في المحطات وعلى الممرات السطحية المتقاطعة مع الطرق وذلك كبديل عن المحطات المدمرة .
الفارس أشار إلى أن المؤسسة تعمل بالتوازي مع تأهيل الخط، بتعمير وتأمين قطع الصيانة لـ 8 مجموعات نقل للركاب (ترين سيت) سعة كل منها 283 راكبا كانت قد دمرها الإرهاب أثناء الحرب وتوقفت منذ 8 سنوات، حيث تم تأهيل 3 منها، سيتم وضعها على الخط فور انجازه.
وفي سياق آخر تسعى وزارة النقل إلى تعزيز البنية التحتية لقطاع السكك الحديدية في سورية وتطويره، فكان أحد أهم المقترحات التي تم الموافقة عليها هو إعادة اعمار وإنشاء مدينة صناعية سككية في محطة جبرين «حلب الكبرى» التي تعتبر العقدة الرئيسية في النقل السككي، في خطوة لتلبية المتطلبات الملحة والمتنامية لاحتياجات السكك الحديدية.
الفارس بين أن هذا المشروع يهدف إلى تجميع القاطرات والشاحنات ومجموعات نقل الركاب «ترين سيت» وصيانتها من خلال نقل تكنولوجيا التصنيع السككي وتوطينها في سورية تمهيدا لتأسيس نواة التصنيع السككي القابلة للتطوير والتوسع في المستقبل.
و أكد أن هذا المشروع سيشكل نقلة نوعية في تطوير العمل السككي، وتأمين الاحتياجات و المتطلبات الملحة لقطاع السكك، وسيسهم في خلق كادر فني متدرب ومتخصص في جميع مجالات السكك الحديدية، لافتا إلى أنه سيعمل على تخديم قطارات الشحن بعيداً عن مركز المدينة والإبقاء على خدمة الركاب في مركز المدينة وأطرافها، كما سيكون له دورا هاما في شبكة قطارات الضواحي ومترو الأنفاق داخل المدن من مواد الخط والأدوات المحركة والمتحركة وغيرها.
وعن البدء في هذا المشروع الاستراتيجي والإنتاجي الهام أوضح أنه سيتزامن مع تنفيذ مشروع المرفأ الجاف وساحة الحاويات والمستودعات الجمركية ومحطة البضائع والركاب في المدينة الصناعية بالشيخ نجار وتفريعته السككية من محطة جبرين إلى المدينة الصناعية لربطها سككياً مع الموانئ البحرية.
واضاف أن وزارة النقل تسعى لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع الحيوية، الأمر سيكون له أبعاد اقتصادية هامة تتلخص في تخفيض تكاليف إنتاج السلع والمنتجات وتشجيع تسريع التصدير مما يساهم بشكل إيجابي على الاقتصاد وعلى التنمية الاقتصادية.