الذين سيكون لهم الدور الفعال والمؤثر «كما المحافظات الأخرى» في كسر طوق الحصار الظالم من جهة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتج المحلي من جهة أخرى، وصولاً إلى تسجيل فائض للتصدير من جهة ثالثة.
هذه الأسباب مجتمعة هي جزء لا يتجزأ من أجندة زيارة الوفد الوزاري الحكومي إلى حلب والبدء «وخلال الدقائق الأولى من وصوله» بالوقوف والإطلاع على حجم الدمار والتخريب الذي خلفته العصابات الإرهابية المسلحة بهدف تدمير الاقتصاد الوطني، وعلى احتياجات المناطق والقرى المحررة، وإعادة نبض الحياة إليها بالسرعة الممكنة.
مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الزراعة المهندس هيثم حيدر أكد في حديث خاص «للثورة» أن الحكومة كان تعمل وبشكل دوري «أسبوعي» على إحصاء الأضرار والخسائر التي يتعرض لها ليس فقط القطاع الزراعي «بشقيه النباتي والحيواني» وإنما جميع القطاعات نتيجة أعمال التخريب والتدمير والحرق والسلب والنهب التي كانت تقوم بها العصابات الإرهابية المسلحة في كل المدن والمناطق والقرى والبلدات التي دنستها، مشيراً إلى أن كافة المعلومات والأرقام التي ترد إلى وزارة الزراعة كانت فرق العمل المختصة والمكلفة بهذا الملف تقوم بتفريغها وإضافتها إلى التقرير الخاص بالأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع.
وأضاف أن جزء غير هين من هذه المعلومات كان غير واضح بشكل دقيق نتيجة تواجد عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة داخل تلك المناطق، مما تعذر على مختلف الجهات العامة معرفة حجم الأضرار والخسائر بشكل حقيقي في هذه المناطق، أما الآن وبعد الانجازات والبطولات والتضحيات التي سجلها بواسل الجيش العربي السوري في محافظة حلب وريفها، بدأت الفرق الفنية في مديرية زراعة محافظة حلب بالوقوف على حجم تلك الأضرار وتوثيقها تمهيداً لإدراجها ضمن الخطط الإسعافية الحكومية «200 مليون ليرة سورية بشكل مبدئي ومؤقت» الخاصة بإعادة الإعمار، والبدء بتأهيلها.
وأشار إلى أن الملف الحلبي الخاص بالقطاع الزراعي «بشقيه النباتي والحيواني» يتصدره منشأة دواجن الزربة التي خرجت وبشكل كلي من العملية الإنتاجية نهاية العام 2012 والتي كانت تساهم وبشكل كبير في تأمين حاجة القطر من مادتي بيض المائدة «ما يقارب 27 مليون بيضة سنوياً» وصوص الفروج « حوالي الـ 3 ملايين صوص»، يضاف إلى ذلك إعادة تأهيل الوحدات الإرشادية المحررة في ريف حلب الجنوبي والتي تشمل شعبة زراعة الزربة وتسع وحدات إرشادية زراعية تابعة لها هي (تل حديا، الكسيبة، العيس، رسم العيس، جزرايا، زمار، كوسينا، الزيارة وتل ممو)، إضافة إلى مراكز الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعي، والمشاتل.
وقال .. مساحات جديدة كانت قبل الحرب الكونية على سورية مدرجة رسمياً ضمن الخطط الإنتاجية لكنها خرجت وبشكل مؤقت من الاستثمار نتيجة تدنيسها من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، لكن القسم الأكبر منها عاد من جديد حيث وصلت المساحات القابلة منها للزراعة والاستثمار الفعلي إلى ما يقارب الـ مليون هكتار « توزعت بين مروية وبعلية وللمحاصيل الإستراتيجية والرئيسية» دخل كل متر مربع منها رسمياً ضمن الخطط الإنتاجية الزراعية، ليس هذا فحسب، وإنما نجح القطاع في عدم تسجيل فقدان أي منتج، وعليه استطاع قطاعنا الزراعي تأمين مستلزمات العملية الإنتاجية واستثمار الأراضي المحررة وتسهيل عودة الفلاحين لاستثمار أراضيهم واستكمال زراعة باقي المساحات.
بدوره الدكتور بسام السليمان مدير عام مؤسسة إكثار البذار «مقرها قبل وبعد التحرير في مدينة حلب» قال «للثورة» إن بعد تحرير بواسل الجيش العربي السوري لمنطقة الليرمون بريف حلب الشمالي ظهرت احدى النتائج الكارثية والتي تمثلت بقيام العصابات الإرهابية المسلحة بتدمير احدث منشأة في منطقة الشرق الأوسط لإنتاج البذار، حيث كانت هذه المنشأة تضم مخبرا لإنتاج بذار البطاطا وشتول البطاطا الحلوة والموز والستيفيا عن طريق تقانة زراعة الأنسجة باستخدام أحدث التجهيزات والتقانات في هذا المجال، إضافة إلى بيت زجاجي بمساحة ٣٠٠٠ متر مربع لإنتاج بذار البطاطا ومركزا حديثا لغربلة واعداد البذار بطاقة إنتاجية تصل إلى ١٥ طناً من البذار المغربل والمعقم، مبيناً أن هذا المركز كان يغطي حاجة محافظتي حلب وإدلب من البذار المحسن المتمتع بأعلى مواصفات الجودة والإنتاجية العالية، يضاف إلى ذلك وحدتي تبريد وتخزين بذار القمح المغربل، والبيت الزجاجي للمشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا، ومعمل تل بلاط للغربلة، ومستودعات تخزين البذار، كاشفاً أن قيمة الأضرار مجتمعة التي لحقت بالمؤسسة العامة لإكثار البذار تصل إلى 10 مليارات ليرة.
وبين أن المؤسسة وعلى الرغم من الإرهاب الدموي للمجموعات المسلحة استطاعت أن تحافظ على أهم السلالات الإكثارية، وأنه وبالاعتماد على إنتاج المؤسسة والعاملين فيها تم تسديد نحو 50 مليار ليرة من التزاماتها التي ترتبت عليها خلال سنوات الحرب ، إضافة إلى تأمين حاجة البلاد من جميع أنواع البذور وبالكميات الكافية، واستطاعت تأمين حاجة المزارعين من كل أنواع البذار (قمح- شعير- بقوليات- قطن- بطاطا) المتمتعة بأفضل مواصفات الجودة من حيث النقاوة والإنتاجية العالية وبأسعار تشجيعية، لافتاً أن المؤسسة حالياً في طور البدء بتوزيع بذار القطن «معقم ـ نسب أنبات عالية» على الفلاحين وذلك مع بداية النصف الثاني من شهر آذار القادم.
ومن القطاع الزراعي، إلى القطاع الكهربائي «توليد + توزيع + نقل» ننتقل حيث أكد مدير عام شركة كهرباء حلب المهندس محمد صالح في اتصال هاتفي مع «الثورة» أن قيمة الأضرار التي طالت محطتي الزربة وإيكاردا تصل إلى حوالي 12 مليار ليرة سورية، وعليه فإن بداية التحرك «الذي بدء رسمياً قبل أيام» كان باتجاه هاتين المحطتين اللتين تغذيان التجمعات الصناعية والسكنية الواسعة وتحديداً محطة إيكاردا «استطاعتها 30 ميغا واط ـ بقيمة 3 مليارات ليرة» إلى جانب مخارج الـ 20 كيلو - فولت.
وأشار إلى أن حجم الأضرار الذي لحق أيضاً بمنظومتي توزيع ونقل الطاقة الكهرباء « شبكات التوتر المنخفض والمتوسط - خطوط النقل - أبراج - أمراس - مراكز تحويل - محولات - لوحات تحكم ..»، منوهاً أن الشركة باشرت فعلياً عمليات إعادة تأهيل جزء من الأضرار التي لحقت بالشبكة الكهربائية في حلب ريفاً ومدينة، إلى جانب البدء بعملية توصيف الواقع «السيئ جداً» بشكل دقيق، تمهيداً لتقدير قيمة الأضرار وحجم المواد والتجهيزات اللازمة للبدء بتأمينها ونقلها إلى مواقع العمل، مؤكداً في الوقت نفسه أن ورشات الشركة مستمرة في عملها حتى خلال فترة العطل وخارج ساعات الدوام الرسمي «استنفار كامل وجهوزية عالية» لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية وإيصال التيار إلى جميع المناطق في المحافظة بأسرع وقت وبوثوقية عالية.