تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«الســـلطان اللـــص» ...ليلة سقوط أردوغان في حلب تروي فضائح «صعاليك الإخوان»

دراسات
22-2-2020
عزة شتيوي

من حلب.. يخرج اللص التركي مكبلاً بالهزائم.. ويجر (السلطان) ذيول الهزيمة على بساط الخذلان .. فليلة سقوط أردوغان في الشهباء حطمت أحلام(ألف ليلة وليلة عثمانية) سرح فيها خيال رئيس النظام التركي إلى أن يرتدي زي العثماني ويضرب بسياط الإنكشاري في المنطقة انطلاقاً من حلب،

وإذا به لسع نفسه واستفاق من الحكاية على وقع الدفن الإستراتيجي لكل ما نبشه من خرائط ممزقة واتفاقيات مزورة تمنحه الحجة لأن يدنس أرض سورية بهمجيته وإرهابه.‏

عندما غزا أردوغان حلب.. حمل كل موروثه العثماني في قراره الأحمق واختار لدخول إرهابيي (درع الفرات) إلى الشمال السوري توقيت معركة مرج دابق التي جرت يوم 24 آب سنة 1516... فاستقدم لهذه الذكرى ولتخريب سورية ما استطاع من مرتزقة جاء بهم من أوروبا ودول وسط آسيا وقام بتدريبها وتجهيزها بالسلاح لتكون الجيش العثماني الجديد الذي يحتل الأراضي السورية.. ويصنع من نفسه (سليماً ثانياً)، ولكنه هذه المرة كان من الشمع فذاب وسحق مرتين في حلب.. فالانتصار في 2016 كان له طعم الصمود والمقاومة والثبات عندما حرر الجيش الأحياء الشرقية من الشهباء ولم تنفع رأس النظام التركي كل حجافل إرهابه ولا حتى حماية (دي مستورا) لهم تحت غطاء الحل السياسي فخرج معهم من المعادلة الميدانية والسياسية أيضاً.. أما الانتصار في 2020 فله ثقله الإستراتيجي على المرحلة فهو يرسخ ما قبله من انتصارات ويثبت خطوات الجيش العربي السوري في إدلب وفي كل ما تبقى من أرض سورية التي لم تتحرر بعد من إرهابي أو محتل وغد..‏

ولأن حلب هي من تحسم المعركة.. كانت عين أردوغان عليها دائماً وكان هدفه احتلالها أولاً لتكون نقطة ارتكازه لكل الاحتلالات في سورية فقيمتها الجغرافية والاقتصادية والتاريخية لاتقدر بثمن، لذلك سعى إلى نهبها، واستمات للسيطرة عليها دون جدوى، فحلب هي عقدة المواصلات بين شرق العالم وغربه وهي عاصمة طريق الحرير ومنطلقها وهي من أقدم مدن التاريخ لذلك نهب آثارها وفكك مصانعها التي كانت تضارب على المنتجات التركية في المنطقة..‏

تعددت الأسباب لغزو تركيا لحلب وأردوغان اتبع سياسة المواربة والنكث بالوعود و كان يتسلل كاللص نحو هذه المدينة على قدمي الإرهاب والاستغلال السياسي للاتفاقات في سورية، لكن عندما لامس الخطوط الحمر لقنه الجيش العربي السوري درساً تاريخياً سينسيه كل أحلامه العثمانية وينزله عن الحصان الخشبي لحكاية (السلطان الثاني).‏

يعي أردوغان أنه فشل ومع انتصار حلب على يد الجيش العربي السوري سقط الهدف الإستراتيجي لاردوغان في المدينة التي أرادها بوابته إلى سورية والمنطقة، وهاهي الشهباء تُغلَق أبوابها وأسوارها أمام الغازي الجديد ولايجد أردوغان سوى العزلة إلى جانبه.‏

فحتى أوروبا تُعلّق المفاوضات معه وتفرض بعض دولها وشركاتها حظراً لبيع السلاح إليها، أما دونالد ترامب، المُتفائلة به تركيا فلم يلب استجداء أردوغان حتى من بوابة الناتو.. واليوم تكحل حلب انتصارها بالعودة إلى الحياة مجدداً.. بعد أن كانت السنوات الثماني عجافاً على المدينة التي لن ينسى أهلها كيف نهب أردوغان مصانعهم وآثارهم وقمحهم..‏

لن ينسى الأهالي في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية والعقدة الأبرز لطريق الحرير التاريخي.. لم ينس الأهالي وخاصة الصناعيين رغم طعم الانتصار الشهي مافعله أردوغان بمنشآتهم الاقتصادية وما آلت إليه أمور مدينة الصناعة السورية الأولى ودرّتها في حلب، بعد تفكيك مصانعها مع معدات ووسائل نقل أُرسلت إلى تركيا حيث تتميّز منتجات المدينة الصناعية بالجودة العالية عالمياً، وأثبتت مكانتها بالتصدير إلى أسواق أوروبية وعربية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية