تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحرير حلب .. والصفعة الموجعة

دراسات
22-2-2020
جاء تحرير حلب اليوم ليشكل صفعة واضحة لنظام أردوغان، فتطهير هذه المدينة وتوسيع طوق أمانها ثلاثي الأبعاد لا سيما وأن تحريرها يعني استعادة العاصمة الاقتصادية لسورية كاملة، فحلب عبر التاريخ هي الخاصرة الاقتصادية لسورية وصناعيوها

وتجارها معروفون على المستوى العالمي وقد تجدهم حتى في أغاني التراث للمنطقة، فالشهباء تشكل نهاية طريق الحرير، وفي بعض الثقافات في غرب آسيا فإن «حلبي» تعني «حديدي» وهي تأتي من مدينة حلب التي نقل تجارها الحديد الى تلك المناطق، ومن هنا فإن تأمين كامل حلب يعني النهوض الاقتصادي لسورية، ناهيك عن أن تأمين الطريق «ام5» يعني عودة المنتجات السورية إلى الأسواق العالمية بالإضافة الى عودة التجارة الاقليمية والعالمية للعبور عبر هذا الطريق الدولي الهام.‏

ومن الناحية العسكرية تبشر استعادة الجيش العربي السوري لكامل حلب بتحرير إدلب قريبا خاصة أن الجيش يواصل تقدمه داخل ريف إدلب وخاصة أيضا أن الجبهات المفتوحة ضد الجيش تقلصت وانحسرت بتحرير حلب وقد تكون المراهنة التركية على ايقاف المعركة من خلال إرسال وفودها الى موسكو والتفاوض على هدن جديدة أمراً مستبعداً.‏

تحرير حلب وضع نهاية حتمية لأردوغان في سورية والمنطقة وفي الداخل التركي أيضا، فسيسمع الأتراك صوت دويه في حلب جيدا الأمر الذي سيعزز من موقف المعارضين لدكتاتوريته والذين ازدادوا مع توسيع صلاحياته واعتقاله للصحافة والصحفيين وقمع مئات الآلاف في الداخل التركي بجميع السبل المتاحة وسجن مايقارب ٣٠ الفا ممن قيل انهم شاركوا في محاولة الانقلاب، وتسريح ما يقارب ١١٠ آلاف موظف هم من النخبة المثقفة وضباط الجيش التركي بحجة ارتباطهم بغريمه الحالي وشريكه السابق فتح الله غولن، وبالتالي هو الآن في موقف صعب قد ينهي حلمه السياسي بالكامل لا حلمه في حلب.‏

فهنيئا للجيش العربي السوري هذا الانجاز العظيم الذي سيخلده التاريخ في حروف من ذهب كما سيخلد كل الانتصارات التي سبقت تحرير حلب والتي ستلحق به، فالمعركة لم تنته بعد وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد : «معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال، كما استمرار معركة تحرير كل التراب السوري وسحق الإرهاب وتحقيق الاستقرار».‏

ويضيف الرئيس الأسد: «إلا أننا نعي تماما أن هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب ولا يعني سقوط المخططات ولا زوال الإرهاب ولا يعني استسلام الأعداء، لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة عاجلا أم آجلا، وهو يعني أيضا ألا نستكين بل أن نحضر لما هو قادم من المعارك».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية