فالأميركي لم يستطع إخفاء حقده وغضبه لمجرد إعادة فتح مطار حلب الدولي بعد ساعات من تحرير كامل المدينة ومحيطها، وأجيره التركي لم يتحمل مشهد سقوط إرهابييه تحت ضربات الجيش وفرارهم مذعورين خائبين، وأصيب بنوبة سعار محمومة لسماعه أهازيج النصر يرددها أهالي حلب، واندفاعهم الكبير نحو إعادة إعمار مدينتهم والنهوض بها من تحت الركام لتعود كسابق عهدها ندّاً صناعياً واقتصادياً قوياً لبلده، ولكل جوار المنطقة.
انتصارات الجيش تصيب رعاة الإرهاب في مقتل، وتعري أدوارهم القذرة، فالمجرم أردوغان لم يعد باستطاعته التلاعب لإخفاء حقيقة انتمائه الكلي للتنظيمات الإرهابية، ولم يعد قادراً على محو صورته القبيحة كأداة رخيصة ينفذ الأجندات الأميركية والصهيونية المعدة لسورية والمنطقة، خاصة وأن نظامه عضو أساسي في حلف «الناتو» الذي وجد في الأصل ليكون السياج الحامي للكيان الصهيوني، وبعد إدراكه ومشغليه باندحار مشروعهم الإرهابي لم يبق أمامه سوى تسعير حملاته العدوانية لإشغال الدولة السورية عن معركة إعادة الإعمار التي لا تقل شأناً عن المعركة العسكرية والسياسية، وخريطة الأهداف التي رسمها لاستكمال عدوانه لا تنفصل عن محاولات إرضاء مشغليه الذين يدفعونه نحو الغرق أكثر في هزائمه للتخلص من ابتزازه المتواصل لهم، بدليل أن كل استجداءاته لأميركا و»الناتو» وللدول الأوروبية ذهبت أدراج الرياح، لأن مشغليه أكثر حنكة منه لتجاهلهم طلب المساعدة، خاصة وأن شعوب تلك الدول باتت تدرك حجم تورط حكوماتها بدعم الإرهاب، ولن تسمح لها بالانجرار وراء شخص مريض انكشف أمام العالم بدعمه للإرهاب.
رأس النظام التركي حاول مراراً اللعب على وتر الخلافات الروسية الأميركية لتنفيذ أطماعه، فتوهم بأن الأميركي سيهرع لنجدته من أجل إبعاده عن الروسي وإبقائه تحت طاعته، وكان أكثر غباء عندما ظن بأن الجانب الروسي سيدير ظهره لعدم التزامه باتفاق سوتشي كرمى أن يُبقي الشراكة قائمة معه في إطار «آستنة وسوتشي»، ولم يدرك بعد بأنه مجرد دمية تتقاذفها الدول الكبرى، فبات يبحث عن مخرج آمن لن يجده عند كلا الجانبين، لأن الأدوات تلفظ عندما تنتهي صلاحيتها، واندحاره الكامل مع مرتزقته بات مسألة وقت قصير، لأن الجيش العربي السوري لن يحيد عن قراره بمواصلة الحرب على الإرهاب وداعميه حتى اجتثاثهم بالكامل.
اليوم يوجه السوريون رسالة بالغة القوة للعالم بأنهم أكثر عزما وتصميميا على مواصلة معركتي التحرير وإعادة الإعمار، وهو يمتلك كل المقومات الكفيلة بذلك، والانتصارات بريفي حلب وادلب، وما تشهده مدينة حلب من حراك حكومي لإعادة تأهيل ما دمره الإرهاب، وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة وتسريع عجلة الانتاج خير شواهد على ذلك.