فقد كان لكلّ طريقته ورؤيته حيث وضعت وزارة التربية بصمتها بطريقة خاصة في هذه الاحتفالية وذلك باختيارها التبرع بالدم هدية رمزية لجنودنا البواسل ولتراب حلب.
إذ نظم العاملون من وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات حملة تبرع بالدم احتفالاً بجنودنا البواسل وتقديراً لتضحياتهم وانتصاراتهم مؤكدين أن التبرع بالدم ليس لحاجة المتبرع فقط بل قطرة دم تنقذ روحاً.
هي مبادرة تضامن مع جنودنا الأبطال وأهالي حلب الصامدين وطريقة لتقديم التهنئة بالنصر وهي أقل ما يمكن تقديمه لمن ضحى بدمائه رخيصة فداء تراب الوطن.حيث تحتاج حملات التبرع بالدم الكثير من الوقت والجهد يسبقها العديد من الاتصالات والتنسيق لتحديد الزمان والمكان المناسبين لتأدية العمل بأفضل الطرق وضماناً لتحقيق الهدف.
فالعمل في المؤسسة العامة للدم أشبه ما يكون بخلية نحل، إنه عمل جماعي يشترك فيه العديد من التخصصات ويقسم إلى مجموعات عمل يقوم كل فريق بعمله على أكمل وجه، هذا ما رصدناه في مرافقتنا لحملة التبرع بالدم التي قام بهام موظفو وزارة التربية احتفالاً بانتصارات الجيش العربي السوري في حلب الشهباء حيث عبّر المشاركون في الحملة عن شعورهم بالفخر لأنهم يقدمون بعضاً من قطرات دمهم إلى من قدّم دماؤه دفاعاً عن الوطن مؤكدين وقوفهم خلف أبطال الجيش وأن دماءهم هذه جزء بسيط من ردّ المعروف أمام التضحيات الكبيرة التي قدّمها جنودنا البواسل لتبقَى سورية عصية على المعتدين.
مدير الجاهزية في وزارة التربية هيثم عيسى أكد أن هذه الحملة جاءت بناء على طلب العاملين في وزارة التربية ومديرياتها ورغبة منهم في تقديم هدية صغيرة لذلك النصر الكبير لأن أي شيء يصغُر أمام تلك التضحيات والانتصارات وهذا أقل واجب يمكن تقديمه لهم.
كما أكد مدير التعليم الثانوي في الوزارة جعفر النصر أن التبرع بقطرات دم قليلة أمام عظمة تضحيات شهدائنا شيء رمزي ولكنه عربون منا ودليل على وقوفنا صفاً واحداً نحن أبناء سورية أمام هجمات الإرهاب وداعميه.
وأشار رئيس دائرة التوجيه في الوزارة عماد هزيم إلى أن التبرع بالدم هدية متواضعة لمن قدّم لنا الحياة والأمل والنصر لأبطال الجيش العربي السوري وعلينا أن نكون مستعدين لتقديم الكثير فداء لسورية ليكون النصر حليفنا دائماً.
هي رسالة محبة قدمها السوريون لإخوتهم في الجيش العربي السوري ولأبناء حلب هدية انتصار جاء بعد صبر وتضحيات ومعارك بطولية خاضها جنودنا البواسل على كامل الأراضي السورية ليكللوها بغار الانتصار، تضحيات أثمرت نصراً كبيراً تجسد في صمود أهل حلب ووقوفهم إلى جانب جيش الوطن ليكونوا جيشاً رديفاً وداعماً ومناصراً يدفعهم الحس الوطني العالي والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن ووفاء لدماء شهدائنا الأبطال لتزهر شقائق النعمان في ربيع سورية من جديد ولتعود سورية نابضة بالحياة على كامل جغرافيتها وليسجل تاريخها انتصارات متتالية تفخر بها الأجيال القادمة.
وأخيراً يمكننا القول: إن حملة التبرع بالدم هذه كسابقاتها من الحملات التي نظمت على الأراضي السورية طوال السنوات الماضية وكانت سلاحاً في مواجهة الإرهاب وتأكيداً على تقاسم الألم والأمل ليختلط الدم السوري في عروقنا كما اختلطت دماء الشهداء بتراب الوطن ليفوح منه عبق الانتصارات وليكن ذلك رسالة منّا إلى أعدائنا أننا مستعدون لتقديم دمائنا وأرواحنا في سبيل سوريتنا وسنبقى يداً واحدة في مواجهة الإرهاب وداعميه، وأن مؤامراتهم تلك لن تزيدنا إلاّ إصراراً على متابعة مسيرة الحياة وإلى النصر الكامل لتحرير كل شبر من سورية بهمة رجال الجيش العربي السوري.