قدراتهم المستقبلية
شباب الأحد 2-6-2013 لينا ديوب تحدثنا كثيرا في زمن السلم عن مسؤولية جميع الجهات والمؤسسات بالاهتمام بشريحة الشباب من أجل ارشادهم وتمكينهم من تحقيق ذواتهم وذلك بعد الاطلاع الكافي على مشاكلهم وظروفهم،
واليوم في زمن الحرب وما بعدها أصبحت المسؤولية مضاعفة ويجب اتباع المناهج والخطط من أجل تنمية طاقاتهم وإيصالها إلى المستوى اللائق للمشاركة في إدارة حياتهم وادارة أمور مجتمعهم. واذا كان الحديث عن إعادة الاعمار قد بدأ فلا بد أن يترافق بربطه بشريحة الشباب ليكون لهم دور ليس لحل مشكلة البطالة فقط وانما لإعطائهم فرصة حقيقية للمشاركة. لأن أحد أسباب تورط قسم كبير من شبابنا هو عدم توظيف طاقاتهم واهمالهم، لذا لا بد من أن يشارك الشباب بطريقة جدية ومدروسة في ادارة الكثير من المؤسسات والمواقع شرط الإحاطة بمعرفة قدراتهم وقابلياتهم الحالية منها والمستقبلية، وكذلك اعدادهم وتأهيلهم لاستلام المناصب الحساسة، وتوفير فرص العمل لهم، وفتح المجالات المختلفة أمامهم وتسهيلها ومحاولة تقديم المساعدة لهم من قبل الجميع... وأيضاً تقديم الدعم لتخفيف معوقاتها مادياً ومعنوياً ومحاولة زج الطاقات الشابة في المعامل والمصانع والجامعات والمعاهد من أجل إنماء روح العمل والإدارة عندهم. لقد تضاعفت مشاكل شبابنا بعد الأزمة سواء البطالة أم هدر طاقاتهم إضافة إلى إرتفاع مستوى المعيشة وغلاء الكثير من المواد المهمة المستخدمة في حياتهم اليومية، وهذا يضيف مشاكل اجتماعية جديدة هي عزوفهم عن الزواج. لذلك نعود للقول تقتضي السياسة السليمة ويقتضي احترام دماء الشهداء وجود قدر من التوافق بين ما يحفز الشباب على تحقيق ما يرغبون فيه وما يمكنهم أن يحصلوا عليه، وأن تكون الحكومات القادمة واقعية في تناول قضايا الشباب والاهتمام بها ومعالجتها والاستفادة من التجارب السابقة لتوجيه شبابنا في مجمل المجالات الثقافية والفنية والاقتصادية وعدم هدر طاقاتهم ومواجهة الانحرافات والمآزق ونمنحهم الثقة بالنفس لمواجهة مشاكل الحياة مع مسايرة العصر والتقدم والعلم وتحقيق أهدافهم النبيلة وتطلعاتهم نحو بناء مستقبل مشرق ومنير.
linadayoub@gmail.com
|