فهو الذي كتب وأبدع الأمور بروح مشرقية أصيلة كان يهدف من الرؤية الإبداعية الوصول إلى رؤية مثالية فكتب كتاب «النبي» وهو التصور الواقعي للمدينة المثالية - الفكر - الإنسان - المحبة - صلة الإنسان بالقيم وبالحياة الفكرية...
إذاً هو جبران المحبّة.. جبران الخير.. جبران الممسك بريشته ليصنع منها لوحات تهيم في فضاء الحبّ.
كل مرة أعود لقراءة جبران اكتشف عوالم جديدة في إبداعه.. وقد سوّلت لي نفسي هذه المرة أن أتوقف عند جانبٍ مهمٍ وهو مدى تمسك هذا المبدع في «الوطن والمحبة والخير...» فهو حامل الكلمة وناثرها على العالم بمحبة، في حين أرى اليوم من باع وطنه وأرضه وجلس في أحضان من يريدون لدمشق تلك الأرض المقدسة الخراب والدمار.
عندما هاجر من بلده كان في قلبه حزن عميق على الوطن والأرض التي أنجبته, لكن الظروف العائلية والواقع الأليم هما من دفعاه إلى الرحيل.. ومع ذلك فالأحداث لم تتركه بل لاحقته بآثارها في بلاد الغربة, الأمر الذي جعله يغضب ويتألم مما قام به المحتل من دمار وخراب في أرضه مثلما في دمشق فتضامن مع أخيه السوري المناضل، فكتب مقالته التي نشرت في جريدة (السائح) العربية الصادرة في نيويورك وبتاريخ/ 25 / تشرين الأول /1920/ والتي قال فيها:
«يا أخي السوري.. أنت أخي لأنَّك سوري, والبلاد التي لفظتكَ كلمة في مسامع الأبدية قد همستني كلمة أخرى.. أنتَ أخي.. لأنَّ البلاد التي حبلتْ بكَ ولدتني والفضاء الذي حمل أول صرخة خرجت من أعماقك, حمل أول صرخة تمخَّصت بها أحشائي..
نعم.. نحتاج إليك جبران, نحتاج إلى كلماتك في هذه الأيام الأليمة المبكية، فقد فُقدت معاني الحب والحياة واستبدلت بالقتل والدمار والخراب.
ammaralnameh@hotmial.com