تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اضطرابات السويد.. وحقائق مؤلمة عن الهجرة

اقتصاد عربي دولي
الأحد 2-6-2013
إعداد- قاسم البريدي

هل صحت السويد من صدمتها المؤثرة بعد مشهد السيارات المحترقة مؤخراً في عدد من ضواحي عاصمتها الشهيرة استوكهولم؟ وهذا يطرح أكثر من سؤال وأكثر من علامة استفهام عن مستقبل صورتها كبلد يعتبر رمزاً للتسامح والمساواة..

والسؤال الأول والأهم هل صارت السويد تقاس بنفس مقياس فرنسا وبريطانيا؟ وأين خصوصيتها التي تتعرض للاهتزاز أمام كلمة السر في حياتها التي تخشى البوح بها وهي (تكامل المهاجرين).‏

عوض حيرسي، وهو مستشارفي بلدية استوكهولم القريبة من المكان الذي انطلقت منه الاضطرابات علق قائلاً « هذا نداء للصحوة إلى صناع القرار والمجتمع السويدي » غير أن حيرسي، الصومالي الأصل، يقلل من شأن ذلك مؤكداً أن الموقف لم يصل بعد إلى مرحلة الخطورة مثل لندن عام 2011 أو باريس عام 2005.‏

وتكشف الاضطرابات التي اشتملت على إشعال النار في السيارات و مهاجمة المباني وخدمات الطوارئ كيف كانت الشرطة ترسل التعزيزات استعداداً لاحتمالات توسعها أو تكرارها، لأن ما بدأ في ضاحية «هوسبي» انتشر إلى أكثر من عشر ضواحٍ مختلفة في الشمال والجنوب من استوكهولم ومعظم المتظاهرين كانوا من الشباب المهاجرين من أصول إفريقية ومن الشرق الأوسط، وهنا تكمن المشكلة.‏

هجرة مفتوحة‏

والسويد هذا البلد الصناعي المهم تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد طالبي اللجوء نسبة إلى عدد السكان، وفقاً لأرقام من الأمم المتحدة، وهي تعتز بأنها تعاملهم معاملة كريمة، وتعطيهم المنافع والسكن إلى جانب الدروس المجانية في اللغة عند وصولهم.‏

والسؤال ما الذي تغير؟ القلاقل الأخيرة أدت بالفعل إلى تفكيرعميق في بلد يعتز بأنه دولة رعاية اجتماعية سخية وصاحب سياسة هجرة مفتوحة فالعام الماضي وافقت السويد على طلبات لجوء من 44 ألف شخص، أي بزيادة النصف تقريباً عن السنة التي سبقتها.‏

وبالمقابل هناك من يتساءل الآن إن كان ماحدث عابرا أم لا؟ فالمشكلة الكبيرة في الضواحي التي حدثت فيها، يشكل المهاجرون 80 % من السكان، والبطالة بين الشباب نسبتها 25 %، أي نحو ثلاثة أضعاف نسبة البطالة الإجمالية في البلاد، وتتركز معظم بطالة الشباب بين المهاجرين من بلدان مثل العراق أو أفغانستان أو سورية.‏

التمييز هو السبب‏

ويقول بير أدمان، الأستاذ بجامعة أوبسالا: «لا تختلف السويد كثيراً عن البلدان الأخرى فيما يتعلق بمشكلات التكامل في المدن الكبرى، اذ تنتشر في الضواحي معدلات عالية من البطالة لافتاً إلى أن وسائل الإعلام تشير إلى الشباب العاطلين عن العمل» دون أن تذكر أن غالبيتهم من المهاجرين.‏

ويعلق حيرسي قائلاً «العنف الذي شهدناه ليس إلا نوعاً من الأعراض، وليس السبب وراء المشكلة والسبب الأصلي هو أن شباب ضاحية هوسبي يشعرون أنهم لا يتمتعون بالفرص نفسها وحين تسألهم يجيب معظمهم أنهم لا يريدون أكثر من وظيفة يذهبون إليها في الصباح».‏

وهذا التباين في الفرص بين الذين يولدون في السويد وبين الذين يولدون خارجها كان واضحاً فقد ذكرت الاحصاءات أن معدل البطالة بين المولودين في السويد بحدود 6 %، في حين أن معدلها للمولودين خارجها نحو 16 %.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية