تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عين المجتمع.. جوارٍ في مضارب «النشامى»!

مجتمع
الأحد 2-6-2013
منال السمّاك

في ديارها هي سيدة معززة مكرمة مهما عليها جار الزمن .. قد تجوع إن قفرت أرضها وحُرق قمحها و بقلها و حُكم على قطيعها بالإعدام ..

ربما تزورها النوائب .. قد يعتصر الألم قلبها على زوج و أخ و أب .. و يكويها فراق فلذة كبد لترتقي بوجعها لمراتب الصابرات المكابرات ، و لم لا و هي أم البطل و أخته و زوجته و ابنة البلد ! .. و مع ذلك هي صاحبة الدار من الباب للمحراب لا جارية في ضيافة النشامى الأعراب .. في بلدها يطرق الخاطب بابها ليتشرف بحسبها و نسبها و يزين بشرفها شجرة عائلة .. لأنها ابنة أصل لا بائعة هوى و أجيرة مؤقتة بالريال و الدينار لمتعة الختيار معتمر الحطة والعقال ..‏

أما هناك فهي ابنة عزيز قوم ذل في مضارب بني يعرب .. خرجت من دارها ملهوفة إلى صحراء جار ادعى الإغاثة و نصب خيامه و ألقى شباكه ليستقبلها لاجئة رغم أنها من بلد الضيافة .. قلل قدرها و تاجر بدموعها و ضياعها و اغتصب جمالها و شبابها في مساومات أسواق الرق و النخاسة أمام عيون رجالها .. ليسيل على أجساد الثكالى و الأرامل و بنات الاثني عشر عاماً لعاب ذئاب بشرية تنتهك العرض و الطفولة و ما تبقى من كرامة .. و الفتوى زواج سترة و سمسرات مهرها ما يسد الرمق و يرد البرد و يقي الحر و يطأطئ الرأس!!..‏

في عصر العبيد كل شيء مباح .. حتى تجارة الحرائر من بنات الأعمام و الأخوال و الأصهار ، و في معتقل الزعتري مأساة العروبة الفاضحة صُمت الآذان عن استغاثات من بُحَّ أنينهن من الانتهاك والاغتصاب .. و لم يستجب لهن « معتصماه» الغارق في السبات منذ أزل .. المتثاقل عن حفظ كرامتهن من أنذال تهافتوا إلى المياه العكرة لاصطيادهن عوضاً عن تضميد جراحهن .. فمتى يستفيق «معتصماه» العرب و ينفض عنه غبار الخذلان و يستنهض ما تبقى من نخوة و كبرياء .. ليصون أعراض سوريات مستجيرات؟ ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية