تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«كش» أردوغان!

نافذة على حدث
الإثنين 30-12-2013
ريم صالح

يعيش السلطان الأردوغاني في أكثر اللحظات حرجاً في تاريخه،فهو على شفا حفرة من سقوطه الحتمي،أحلامه تقترب من حتفها،تضيق عليه الأرض مهما اتسعت،ويتخلى عنه أسياده ومشغلوه وأركان حكومته ووزراؤه الأقربون،

يجلس إلى طاولة الشطرنج،يفكر ملياً،ويضرب أخماسه بأسداسه،يحاول دون جدوى أن يجد مخرجاً لفضيحة الفساد التي تتسع وتكبر حتى غدت ككرة ثلج تتدحرج باتجاهه شخصياً لتهدد مستقبله السياسي وتنسف أوهامه برئاسة البلاد،يحرك بيادقه الأخيرة وهو يخفي عجزاً وخوفاً وكبرياءً تهاوى،يراهن على تحريك ما تبقى من جنوده وقلاعه،يصم أذنيه عن هتافات شعب لا يريد أكثر من رحيله وحكومته،ليصرخ متوعداً بقطع يد كل من يهدد عرش إمبراطورية الطغيان الأردوغانية.‏

العثماني الجديد لم يُجد التصويب والتسديد هذه المرة،حيث أبى الاعتراف بخطاياه والانحناء للعاصفة والرجوع إلى جادة الصواب والاحتكام لإرادة الشارع التركي الذي ينادي برحيله،وأصر على البقاء في حالة إنكار وأنه يتعرض إلى»مؤامرة قذرة»تحيكها أطراف محلية ودولية ضده شخصياً وضد حكومته،ولجأ إلى الأسلوب الشمشوني العنيف المنافي لأبجديات الممارسة الديمقراطية التي صدع رؤوسنا بها وعمل وفق مبدأ»عَلَيَ وعلى أعدائي».‏

ويبدو أن مكوث أردوغان 10أعوام في السلطة جعله يتوهم أن مقدرات البلاد والعباد قد طٌوبَت بإسمه وبأنه مهما طغى وتجبر لا يمكن مساءلته أو إسقاطه،لم يقتنع الرجل بعد أن خمائر التغيير وإرهاصاته في تركيا قد نضجت،وأن البساط بدأ ينسحب من تحت قدميه،وأن صلاحيته قد انتهى مفعولها،وأن أقنعته سقطت وألاعيبه تهاوت،وأكاذيبه افتضحت وشعاراته حول النزاهة ونظافة اليد قد تعرت.‏

«كش»أردوغان،اللعبة انتهت،وآن الآوان لتحصد ما زرعته سياستك الإخوانية الإرهابية الإقصائية في أكثر من مكان،و«الحبل على الجرار»كما يقال.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية