تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


على حافة عام جديد.. يرسم الوطن شامخاً

مجتمع
الإثنين 30-12-2013
غانم محمد

قد تكون المسألة مجرد ورقة تُرمى من روزنامة معلّقة على جدار، وقد تتسع لتصبح موعداً أخضر للفرح والأماني وبين هذا وذاك عام آخر ينقضي ونعود بذلك في عدّ الشهور إلى الرقم واحد ونحسب كم بقي من الوقت ليأتي رأس السنة الجديدة مرّة أخرى..

يخصص البعض للسهرة الأخيرة في كل عام ميزانية خاصة تمكّنها احضار ما لذّ وطاب من أكل وشراب، ولا يخصص من هذه السهرة ساعة واحدة يسترجع فيها ما فعله وأنجزه، أو أين أصاب وأين فشل، ماذا ذكر وماذا نسيَ و.. لا أعرف على وجه التحديد لماذا تُطفأ الأنوار لثوان معدودات هي تلك الثواني الأخيرة في العام الذي يرحل، لكن ما أعرفه أن العناق الممتد من عام لعام يولّد دفئاً عارماً، والتسابق للمباركة المتبادلة بالعام الجديد يخلق حالة من الفرح مهما كان الشخص حزيناً أو مهموماً..‏

أين ستحضر سهرة رأس السنة ومع مَن وماذا أعددتَ لها وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تحضر في نهار 31/12 الطويل جداً كل عام، وكلما اقتربنا من منتصف الليل الفاصل بين سنتين ميلاديتين تضيق مساحة هذه الأسئلة وتتضح الأجوبة وقد يجد أحدنا نفسه وحيداً إلا من همومه وحزنه فيترك كل شيء على حاله ويذهب للنوم ولتجنّ الدنيا في الخارج فالمسألة لم تعد تهمّه فقط لأنه قرر ذلك... الحرية تبدو هنا كبيرة لأنه لا يوجد من هو “فاضي” لسؤاله لماذا فعل ذلك فكل منّا منهمك بطقوسه وبتفاصيل سهرته، وهي فرصة لعاشقة مشتاقة أن تنزوي جانباً وتطمئن على حبيبها الذي لا يشاركها السهرة لسبب أو لآخر وتعتقد أن لا أحد ينتبه إليها والحقيقة هي أنه لا أحد يريد سرقة هذه اللحظات الدافئة منها..‏

نغرق كما أسلفت في طقوس هذه الليلة وقد ننسى كل شيء ما عدا تفاصيلنا الخاصة، فلنتذكر عندما يقرع بابا نويل باب بيتنا أن عاملاً في مطبعة جريدتنا يغرق في الحبر وفي السهر من أجل ان تكون هذه الجريدة بين أيدينا، ولنتذكّر أن عاملاً في الفرن بدأ لتوّه بالعجن والخبز لنستيقظ صباحاً على رائحة الخبز الشهية، وأن طبيباً وممرضة وسائق سيارة إسعاف يسهرون خوفاً من أن يكثر أحدنا طعاماً وشراباً ويستوجب نقله للمشفى، ولنتذكّر أيضاً أن هناك جندياً ساهراً مع بندقيته لا يرفّ له جفن ولا تلين له عزيمة، وأن هناك صابرةً وصابراً لفّا وجعهما وأغمضا الجفن باكراً لأن من كان يراقص الفرح في أجفانهما تسربل بالضياء وارتقى سلّم الشهادة إلى الخلد مقيماً أبداً..‏

خفّفي السير أيتها الأيام فإن العمر يدهسنا ويسرقنا من شبابنا إلى الهرم، واتشحي بالوعد فإننا نرى فيه عمراً جميلاً يرسمه الوطن في عيوننا.. هو عام يمضي متثاقلاً وآخر يأتي مبشّراً بقرب الخلاص إن شاء الله، وقبل أي شخص آخر نقبّل جباه جنودنا الأبطال مع أول ومضات العام الجديد ونشدّ على أيديهم التي تكتب مجد وعزّة سورية وكل عام وسورية بألف خير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية