تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الأعياد المجيدة .. كلنا صنّاع فرح وأمل

مجتمع
الإثنين 30-12-2013
فاطمة حسين

الجميع ساهم في الفرح الذي أقيم في أهم يوم في حياة فتاة .. من الأهل إلى الجيران على مختلف مشاربهم ... وكان الحفل مزيجاً من عرس شامي اختلطت فيه الزغاريد (والأويها) مع الدبكة والميجانا..

ومن قامت بوضع الماكياج كانت جارة تدعى (أم وليد ) وهي من حي عريق من أحياء دمشق القديمة وأختها هي من اهتمت بثوب الزفاف وجميع أهل الحي كان حاضراً، والكل يشارك في الفرحة الكبيرة... في ذلك الحي الذي تقطن فيه منذ ما يزيد عن الثلاثين عاماً ...‏

كانت الألفة هي التي تجمع أبناء الحي الواحد وروح المحبة هي التي تزين علاقاتنا جميعاً بعيداً عن تلك الكلمة المقيتة والبغيضة والتي لا وجود لها في قاموسنا منذ أكثر من خمسين عاماً ... (الطائفية ).. محاولة تمزيق تلك اللحمة الشعبية ... الأفعى التي مدت رأسها نافثة سمومها في كل الاتجاهات منذ ثلاث سنوات تقريباً وهو عمر تلك الأزمة التي لم يرَ العالم مثيلاً لها ومعها كل الكواسر وآكلي لحوم البشر من جماعات تكفيرية وقتلة لتمارس بسورية كل ما يحوي قاموس الشر من مفردات أخذت في نشرها في كل بقعة من بقاع أرض وطننا الغالي ..‏

رغم الأحزان والآلام التي غطت وجوه السوريين ومهما فعلوا بنا نرى دائماً سورية عروساً وستظل كذلك في بهائها وجمالها مهما تكالبت عليها قوى الشر والعدوان وسيبقى أبناؤها بكل فئاتهم وشرائحهم يعملون كل ما بوسعهم للحفاظ على طهارتها ونقائها وإلباسها أجمل ثوب في الوجود وهو ثوب العزة والكرامة والإباء مهما كلفهم هذا الثوب من الدماء الطاهرة الزكية التي تسفك يومياً على أيدي برابرة رعاع لا يعرفون الرحمة تلك المفردة التي قاموا بنسفها من جذورها.. منذ أن وطئت أقدامهم القذرة أرض الشام المقدسة والطاهرة..‏

المرأة السورية.... إباء وشمم‏

فالتراحم والرحمة مازالت هي أساس عمل السوريين والمرأة السورية كانت مثالاً يحتذى ، وقدمت للشعوب المئات من المواقف المشرفة التي أثبتت فيها المرأة أنها الضلع القوي ومن الاستحالة كسره مهما اشتدت عليه الخطوب والمصاعب فمنذ بدايات الأزمة إلى الآن نلمس ثباتها على مبادئها في العيش بكرامة وعزة نفس فكانت الصور كثيرة ومشرقة عن تلك المواقف في كل المدن والمحافظات السورية فنحن لن ننسى تلك المرأة التي سلمت ابنها إلى الأمن بعد أن شعرت بانحرافه في طريق المخدرات المجهول النهاية والتي يمكن أن تجعل منه مجرماً في ظل الظروف التي يعيشها البلد ونراها في تلك المهندسة التي أبت الذل ورفضت أن ترى أولادها يذبحون أمامها فقامت بالوقوف إلى جانب زوجها وأولادها صانعين من أنفسهم قنبلة انفجرت في وجه المسلحين فأبوا أن يموتوا انكساراً وكانت الكلمة الفصل لشهادتهم.. التي حفظت كرامتهم وشرفهم، والمرأة التي قام المسلحون بذبحها لأنها رفضت أن يكون ابنها قاتلاً في يد المجرمين الذين عاثوا ذبحاً بالناس في مدينة عدرا العمالية... وتلك التي دافعت عن بيتها البسيط بواسطة بندقية صيد رفعتها في وجه المسلحين الذين لاذوا بالفرار خوفاً ورعباً وهم يحملون أحدث الأسلحة... والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً عن قرى دافعت عن وجودها وشرفها وكرامتها في المناطق الشرقية البعيدة ومنها رأس العين في الحسكة وحتى في إحدى القرى البعيدة في ريف دير الزور رفض أهلها الذل والهوان ودافعوا باستماتة عن شرفهم وكرامتهم بشجاعة قلَّ نظيرها ...‏

هؤلاء هم السوريون سيبقون إلى الأبد عنواناً للشموخ والإباء... للكرامة والعز على مرِّ الزمان .....لا يحنون رأسهم إلا لله عزَّ وجلَّ ...‏

صلاة ...ودعاء‏

وفي هذه السنة أيضاً والسوريون على عتبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية ستبقى الأعياد المباركة عبارة عن صلوات وأدعية من المؤمنين كافة لأجل عودة سورية رمزاً للأمن والأمان... والسوريون مصممون أكثر على الصمود في وجه تلك العصابات الإجرامية التي وقودها الدم... ولازالوا في استنفار دائم لأن يدَّ الغدر مازالت تعمل في أبناء هذا البلد الأمين، وهم مهيئوون لصد أي هجمات غادرة تستهدف بيوتهم وأمانهم... جنباً إلى جنب مع جيشنا الجبار العظيم الذي يخوض الآن معاركه البطولية في كل بقاع وطننا الغالي وأمام عينه هدف وحيد هو القضاء على آخر إرهابي في سورية... مع دعاء موحد للسوريين جميعاً وهو الخلاص من الإرهابيين وعودة بلدهم سورية عروساً مرفوعة الرأس شامخة ... أبية ... يزفها أبناؤها إلى المجد والرفعة والسؤدد...وكل عام والسوريون بألف خير...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية