ودعنا الحزن، وهزمنا الخوف، وقهرنا اليأس، وأبعدنا القلق.. كيف لا وأنت الشاهدعلى أيامنا.. أيها المزين بقلوب الأحبة، المطرز بتاج الوقار، المرصع بهيبة المقتدر أيها الزمن السوري.. مالك تعدو مسرعاً إلى الأمام..
انتظر قليلاً فهناك تلميذ شرّده الغدر.. فحمل كتابه الممزق و زار مدرسته المدمرة وعلى أعتابها.. أقسم أن يعيد الأمان والمستقبل لهذا المكان..فأراد الالتحاق.
تمهل فهناك فتيات وسيدات سوريات خلعن الوشاح الأسود.. وتزنرن بحزام العزم والتحدي.. وتهيئن للحاق.. حيث المكان الذي يصنع الحياة ويقهر الموت..
وطني ياعالي الجبين.. سادة القوم من الأجلاء والأخيار رفعوا إليك وسام استحقاق من مرتبة الشهادة من ذوي الأرقام الأربعة والخمسة من أبنائهم غير المصابين..
عنونوها بخاتم محبة من الطراز الرفيع يليق بالأوطان المقدسة فيهامن المعرفة والإيمان الشيء الكثير..
لاتحزن أيها العابر مخلصاً ورحيماً.. فلأجلك استعذبنا الموت لنفوز بالحياة وفق فنون وطقوس المدرسة السورية المتفردة حيث خبرها الرجال الرجال.. والنساء النساء.. والشباب الشباب..
ياعامنا المستعد للولوج إلى المستقبل القادم من الأيام.. بشراك في محياك.. ونصرك مطبوع على جبينك..
كنت في معادلة الربح والخسارة.. رابح ومنتصر وفي معادلة الصمود والتحدي كالصخر والصوّان وفي معادلة الوفاء والإخلاص الأكثر تضحية وكبرياء.
ثلاثة أعوام في تقويم سورية أم الشهداء والأبطال الميامين من الشرفاء وأهل الكرم والذمة والضمير.. غيرت وجه الأرض وعبرت سمت الجغرافية وتغلغلت في وجدان التاريخ.. ليدون في سفر تكوينه مرة أخرى.
بأن سورية العظيمة أعادت للإنسان وجهه الصحيح، بعد أن استعبده الفكر المادي الاستهلاكي للقرن الواحد والعشرين.
أعادت للإنسانية المعذبة بعضاً من ألقها بعد موجات التوحش والغربة..
أعادت للعدالة تقويمها إلى حد مابعد أن استباحهاالإجرام ومايزال .. ياعامنا الجليل بكل أحداثك وإنجازاتك كنت الأكثر حضوراً وتأثيراً وستودع الأمانة للرقم 14 وماأدراك ما القادم من الأيام.
سنكمل الطريق الذي أعدته سورية القوية .. وفي الجعبة الكثير الكثير.