|
اختراع سوري .. سيارة تعمل بالطاقة الشمسية طرطوس صحيفة الثورة وحرصاً منها على متابعة كل جديد, وتأكيداً منها على اهتمامها بالمبدعين والمخترعين السوريين الذين نعتز بهم, التقت المخترع السوري سليمان محمود محمود, من قرية رويسة الحايك في محافظة طرطوس وهو عضو مؤسس في جمعية المخترعين السوريين, الذي قام منذ أشهر بتطوير سيارة كانت تعمل على الطاقة الكهربائية وتحويلها الى سيارة تعمل بالطاقة الشمسية. وقد تحدث المخترع سليمان عن ذلك قائلاً: لقد كانت فكرة تصنيع هذه السيارة تراودني منذ عام 1983م, لكن عدم وجود لواقط شمسية في سورية حال دون تحقيق هذه الفكرة, فقمت بتصنيعها لتعمل بالطاقة الكهربائية في ذلك التاريخ, وفي سنة 1994م أخبرني أحد الأصدقاء أن اللواقط الشمسية موجودة في إحدى المحلات بمدينة بيروت, فذهبت الى تلك المدينة لشراء هذه اللواقط والتي هي عبارة عن ألواح خاصة, لكن وجدت أن سعر القطعة التي طولها /50/ سم وعرضها /30/ سم هو (700) دولار أمريكي, وكنت احتاج لحوالي 24 قطعة مشابهة ولعدم تمكني من شراء تلك الألواح, لم استطع تحقيق فكرتي بتحويل السيارة الى الطاقة الشمسية آنذاك. وفي العام الماضي 2006م زارني نائب مدير مركز البحوث العلمية الدكتور (سلام طعمة) وقد أبدى إعجابه بالسيارة التي تعمل على الطاقة الكهربائية وذلك بعد أن ركب فيها لمسافة معينة, وطرحت عليه فكرة اللواقط الشمسية, ومحاولتي الحصول عليها من الدول المجاورة وأنني لم أستطع شراءها بسبب أسعارها الباهظة, فقال لي إن هذه اللواقط موجودة في سورية وستحصل عليها إذا قدمت لي طلباً بذلك, وسوف نحضرها لك, وبالفعل فقد حصلت على هذه اللواقط في شهر حزيران الماضي حيث تم تقديمها لي مجاناً وقد قمت فوراً بتركيبها لتتحول السيارة من العمل من الطاقة الكهربائية الى الطاقة الشمسية منذ شهر حزيران الماضي. أما كيفية عمل السيارة فهي كتالي: تسقط الأشعة الشمسية على اللواقط الشمسية والتي عددها ثمانية ومساحتها 4 م2 وموجودة على سطح السيارة, فيتولد تيار كهربائي داخلها, ثم ينتقل هذا التيار الى البطاريات الموجدة داخل السيارة عددها ثمانية, ومن البطاريات ينتقل التيار الى المحرك الكهربائي الذي يقوم بتحريك السيارة عبر اجهزة تحكم في السيارة. وفي النهار يمكن أن تسير هذه السيارة مسافة /120/كم حتى ترتاح, أما في الليل فيمكن لها ان تسير مسافة /70/كم. وبعدها إما أن تبقى هذه السيارة حتى طلوع الشمس حتى تستطيع السير, أو يتم شحنها بالتيار الكهربائي العام فتعمل في الليل. وفي حال وجود الغيوم الكثيفة فإن طاقة السيارة تقل الى حوالي النصف أو حتى الربع. أما في فصل الشتاء فيمكن شحن السيارة بالتيار الكهربائي لأيام حتى تظهر الشمس. ولابد من الإشارة الى أنه كلما زاد الوزن تحتاج السيارة لطاقة أكبر وبالتالي لمساحة ألواح شمسية أكبر. وقد سألنا أحد الميكانيكيين في المدينة الصناعية بطرطوس عن رأيه بهذه السيارة فقال بعد أن فحصها: إن هذه السيارة ممتازة وتوفر طاقة ونتمنى أن تكون كل السيارات هكذا لأنها صديقة للبيئة ولا تتسخ ثياب الميكانيكي في حال أراد تصليحها. كما أن صيانتها سهلة جداً فهي غير معقدة التركيب وهي قابلة للتطوير وصوتها خفيف جداً. وبعد انتهاء اللقاء أخذنا السيد سليمان محمود في رحلة قصيرة بهذه السيارة-التي قام بتصنيعها بنفسه من أول برغي وحتى آخر لوح كما يقول-وقد كانت تلك الرحلة بهذه السيارة الصغيرة والجديدة ممتعة حقاً. وأثناء هذه الرحلة حدثنا السيد سليمان قائلاً: لقد جبت بهذه السيارة بعد تحويلها الى الطاقة الشمسية العديد من القرى والمدن في محافظة طرطوس. وختم السيد سليمان حديثه بالقول: لايسعني إلا أن أشكر مديرية البحوث العلمية وعلى رأسهم الدكتور سلام طعمة الذين ساهموا في تأمين اللواقط الشمسية لي فلولاهم لما تمكنت من تحقيق الفكرة التي ظلت تراودني على مدى أربعة وعشرين عاماً
|