تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خطيئة الاستيطان في الخليل

يديعوت آحرنوت - < بقلم يهودا ليطاني
ترجمة
الأحد 2/9/2007
ترجمة ريما الرفاعي

لم يكن إخلاء سوق الجملة في الخليل مطلع الشهر الجاري حيث جرح عشرات اليهود وأفراد الشرطة, هو الكلمة الفصل

في هذا الموضوع, وبعد أيام أو أسابيع أو أشهر, سيغزو اليهود مجدداً المكان نفسه بزعم أن السوق ملك يهودي تم سلبه, وسيضطر الجيش إلى إجلائهم عن المكان مرة أخرى.‏

ومنذ الأيام الأولى للاستيطان في الخليل عام 1968 عمد المستوطنون إلى الخداع. وزعم الحاخام موشيه ليفنغر وبعض أتباعه الذين أقاموا في فندق (بارك) في الخليل, أنهم سيقيمون هناك سبعة أيام فقط خلال أيام الاحتفال بالفصح, لكن مكوثهم طال لأن وزير الدفاع آنذاك موشيه ديان, قرر مساندتهم ثم جاء عدد من الوزراء الذين ساعدوهم أيضاً سراً وعلانية.‏

وواصل المستوطنون نهجهم في الضغط على الحكومات المتعاقبة التي نقلتهم فيما بعد إلى مبنى الإدارة العسكرية في الخليل, قبل أن تنقلهم إلى مقرهم الدائم وهو مستوطنة كريات أربع.‏

في بداية السبعينيات, صودرت أراض (تلال الجعبري) بزعم (الاحتياجات الأمنية) وأقيم عليها في البداية مبنى لحرس الحدود, بيد أنه أقيم بجواره في الشرق كريات أربع التي يعيش فيها اليوم أكثر من ستة آلاف مستوطن.‏

كانت أحداث ,1929 حينما قتل 67 يهودياً, وانقطاع الحياة اليهودية في الخليل, الدافع إلى العودة إلى المدينة. ثم جاءت ذريعة مقتل ستة من اليهود في (بيت هداسا) في أيار ,1980 كي تجيز الحكومة الاستيطان داخل المدينة.‏

لكن عندما قتل الطبيب- المستوطن باروخ غولدشتاين عشرات المصلين المسلمين في الحرم الإبراهيمي في شباط ,1994 لم يكن للحكومة أي رد فعل وأحجم رئيس الحكومة آنذاك اسحق رابين عن إصدار قرار كان يتم تداوله بإجلاء مستوطني الخليل رداً على ذلك.‏

وما زال قبر غولدشتاين, وهو في مكان بارز قرب المدخل الشرقي لكريات أربع, يستخدم حتى اليوم مكاناً للحج وتجمع لأنصاره.‏

وهكذا يعيش أكثر من 160 ألف فلسطيني في مدينة الخليل المقسمة إلى جوار بضع مئات من اليهود الذين سيطروا مع الوقت على الأسواق, والبيوت والدكاكين بحجة (إعادة الأملاك المسروقة) للملك اليهودي وأصبح الحرم الإبراهيمي, وهو مسجد إسلامي على نحو خالص, كنيسا بسبب الضغط الدائم للمستوطنين ومركز توتر.‏

والخليل, المقسمة إلى إتش (1) اليهودية وإتش (2) الفلسطينية, وعلى رغم سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها, ووجود قوة مراقبين دولية فيها, لا تزال برميل البارود الأخطر في الضفة الغربية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية