الحضور الكروي السوري الأخاذ فوق الملاعب الكورية يستحق بتأثيراته وإفرازاته الإيجابية من الجميع وقفة عز وإكبار بهؤلاء الصغار الكبار الذين قهروا المستحيل وأكدوا في نهاىة المطاف أن الكرة تعطي من يعطيها ويخلص لها من خلال عقل وفكر ومهارة ولياقة بدنية عالية اقترنت بثقة كبيرة بالنفس وبتصميم ترجم على أرض الواقع بتسطير أحسن النتائج وأحلاها والأهم أنها أتت دون طيش أو تسرع أو تهور وهي صفات تلازم عادة هذه الفئة الصغيرة.
وإذا كانت عبارة الشكر الجزيل هي أدق جملة يمكن أن نقولها لهذا المنتخب الرائع إفراديا وجماعيا فإن لذلك جملة من الأسباب والمسببات أولها وأهمها أنه الظهور الأول لنا في نهائيات كأس العالم بهذه الفئة والجميع يعلم ماذا نقصد بهذا الكلام .
هذا بالإضافة إلى أن المستوى الراقي الذي قدمه ناشئو كرتنا سيكون بمثابة الأرضية المناسبة والجرعة المعنوية الكبيرة لمنتخباتنا بكافة فئاتها وأنديتنا بمختلف مشاركاتها القادمة إن كان ذلك عربيا أو آسيويا.
خلاصة الكلام: السمعة العطرة التي خلفتها مشاركتنا المونديالية الأخيرة هي بمثابة المصل الذي سيجدد حياة الكرة السورية برمتها والتي كانت حتى وقت قريب أسيرة الروتين الممل والتدهور في المستوى الفني بشكل ملحوظ...وربما شكل المونديال الكوري حالة تطويرية شاملة بكافة مفاصل كرتنا وفئاتها وصولا إلى كرة أكثر حيوية وعطاء ...وممتلئة بعناصر الجذب والإقناع والإمتاع.