من الجدير مقارنة الأرقام التي أتاحتها وزارة المالية وفهم النسب بشكل أفضل إذا قورنت تلك النسب بمثيلاتها في الدول العربية والأجنبية فهي لا تتعدى في الأردن 1.6% وفي المغرب 2.75% وفي تونس 3% وفي مصر 5.7% وفي افريقيا 2% وفي دول شرقي وجنوب اسيا 2.6% وفي امريكا اللاتينية 3% بينما لا تتجاوز النسبة في أوروبا الشرقية 5.7% وبهذه المقارنة يمكن بكل بساطة أن نرى أهمية ملف الاصلاح الإداري وارتباط هذا الاصلاح بملف الاصلاح الاقتصادي نظراً لضخامة الانفاق الجاري على القطاع الإداري في وقت يتم التفتيش فيه عن موارد للخزينة لتمويل الانفاق العام ومتطلباته الكبيرة جداً.
اصلاح القطاع الإداري أمر في غاية الأهمية لأن القطاع الإداري هو أولاً أداة الدولة,ووجوده مرتبط أساساً بتأدية وظائف الدولة,الأساسية منها أو تلك التي التزمت بها ضمن التوجه الاقتصادي العام للدولة.
لذلك فإن ما ينفق عليه يجب أن يقيم في ضوء مدى قدرته على تحقيق أهداف الدولة ونجاحه مرتبط بمدى قدرته على مساعدة الدولة في تحقيق أهدافها.
إن الرهان الأساسي في بلد محدود الموارد كسورية يجب أن يكون رهاناً على تنمية القدرات الإدارية من أجل ضمان التوظيف الأمثل والتسيير الكفء للموارد,من خلال الربط بين التنمية الاقتصادية- الاجتماعية والتنمية المؤسسية والنهوض بأداء القطاع الإداري.
إن مستوى الأداء الاقتصادي هو انعكاس واضح لمستوى أداء مؤسسات الوظيفة العامة في أي بلد لذلك لا بد من برنامج للاصلاح الإداري يستفيد من تجارب الدول الأخرى ويتناول اعادة هيكلة واطاراً تشريعياً ومؤسساتياً جديداً يوفر نظاماً واضحاً لإدارة وتطوير الموارد البشرية واعتماد ملاك وظيفي محكم ومعايير دقيقة للاختيار والتعويض.
واتباع خطة وطنية للتطوير المهني والأخذ بنظم الحوافز والاثابة المبنية على معايير الانتاجية والعوائد.
خبير مالي ومصرفي