فبعد استهداف مراكز القيادة وطرق التواصل بين معاقل التنظيمات الإرهابية هاهو الكرملين يتقدم نحو مرحلة جديدة من حربه على الإرهاب متمثلة بقطع طريق التمويل الذاتي للتنظيم عبر استهداف ناقلات النفط المتوجهة من سورية إلى العراق ليشكل فضيحة جديدة تضاف للتحالف الأمريكي المزعوم في محاربته. إضافة إلى أنه أسقط نظريات الغرب عن البنية الاقتصادية المتماسكة القادرة على تلبية حاجات التنظيم من دون دعم دولي.
وبموازاة الحرب على مصادر التمويل تطرح موسكو على الغرب الاعتراف بمشروعية السير قدماً في الحرب على الإرهاب عبر استهداف الغاية التي أنشئت من أجلها التنظيمات الإرهابية لاسيما بعد اعتراف إدارة أوباما بالدعم المالي والأيديولوجي السعودي لتنظيم القاعدة في محاربة الاتحاد السوفييتي السابق، وبعد نجاحها في تدمير الدول عبر يافطة القاعدة، لتعود وجهة هذه التنظيمات صوب الغرب والبداية من باريس.
ومع إدراك موسكو وطهران بأنهما الوجهة القادمة لكنّ سرعان ما تصطدم بجدار القوة الروسية والإيرانية التي لم تسمح بوصول نيران القاعدة عبر المضي في الضربات الاستباقية في سورية والعراق. وهو ما يفرض على الغرب ترتيب صفقة بوجوب التملص من الإرهاب والاكتفاء بما حققه من نتائج قبل أن ينقلب السحر على الساحر.
واشنطن وحلفاؤها تدرك بأن خيارات موسكو فتحت الأبواب مشرعة أمام الإدارة الأمريكية بين الحرب على «داعش» وهو ما يعني نهاية حربها على سورية والقضاء على أحلامها بتحريك أدواتها لضرب روسيا وإيران مستقبلاً . وبين الرفض المعلن الذي يبقيها في دائرة الاتهام . وما بين هذا وذاك تبقى واشنطن في حالة اختيار.