الكاتب أوضح في مقال له بمجلة كاونتر بانتش الأميركية أن النصر تحقق بعد ساعات فقط من مقابلة على قناة الـ CNN أجرتها الصحفية البريطانية كريستيان أمانبور مع رئيس وزراء النظام التركي أحمد داود أوغلو الذي هدد بدخول تركيا لسورية فيما لو وافقت واشنطن على تقديم الدعم الجوي لها مستعيداً حلم الديكتاتور رجب طيب أردوغان بإقامة ما يسمى المنطقة الآمنة وإسقاط سورية الدولة.
وأشار الكاتب أنه وبعد استعادة السيطرة على مطار كويرس يتعين على داود أوغلو التفكير ملياً والأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الطائرات الروسية والجيش العربي السوري سيعيقون إلى حد كبير أي حلم بهذا الخصوص وسيؤدي أي تدخل تركي في سورية إلى عواقب لا تحمد عقباها.
الكاتب أورد مقاطع كاملة من مقابلة داود أوغلو على القناة وتوصل إلى الاستنتاج بأن الإدارة الأميركية قد تتخلى عن تحالفها مع تركيا لأجل التحالف مع أي جهة أخرى، كما يمكنها أن تسلح وتدعم أي جهة على حساب جهة أخرى، بهدف استمرار الصراع والعداوات في سورية في الوقت الذي بدأت فيه أميركا تعيد علاقاتها من جديد في تركيا ما يدل على أنها ترغب بإجبارها على لعب دور مختلف في سورية.
واستنتج الكاتب أيضاً أن جليد العلاقات بين النظام التركي وواشنطن بدأ يذوب ولا سيما بعد اتصال أوباما بأردوغان وتهنئته بفوز حزبه بالانتخابات البرلمانية «المشكوك بأمرها» وذلك بعد ثمانية أيام من تلك الانتخابات حيث يدل هذا التأخير على أنهما كانا يعملان بنجاح على تظهير الخلافات بينهما، وأضاف أنه كان المقصود من مكالمة أوباما الهاتفية تمهيد الطريق لمفاوضات الغرف الخلفية «السرية» لكن التحالف الروسي ضد «داعش» استعاد السيطرة الآن على كويرس، ومن غير الممكن معرفة الطريقة التي ستواصل بها تركيا والولايات المتحدة العمل، طالما أن الطائرات والمدفعية الروسية قادرة على إغلاق الحدود السورية التركية، وهذا ما سيكره واشنطن على التخلي عن خطتها في إمداد المرتزقة والإرهابيين.
الكاتب استنتج أيضاً أن تركيا لا تستطيع وحدها تحمل عبء أي تدخل في سورية دون الإسناد الجوي الأميركي، وأن داود أوغلو يريد من خلال «المنطقة الآمنة» إبعاد شبح «داعش» الذي يدعمه عن حدود بلاده.