واللافت أن كل من لديه هذا الموسم له نظرية خاصة بموعد القطاف حيث يستعجل البعض لجني الثمار مع بداية شهر تشرين الأول كما حال الساحل لسوري بحكم طبيعة المناخ الدافئة على عكس المناطق الداخلية وتحديدا الوسطى حماة وحمص وريفهما إذ يتأخر القطاف بعض الشيء لمنتصف شهر تشرين الثاني كما يحبذ البعض نتيجة لعوامل المناخ التي تؤخر إنضاج المحاصيل بشكل عام ليحين جنيها ومنها الزيتون حيث تستعد الأسر والعوائل السورية وورش العمال المهيأة للمساعدة لمن ليس بإمكانه جني المحصول لوحده فإنه يستعين بهذه الأيادي لاستثمار الوقت ..
ومن وحي الواقع فقد تضاربت الرؤية الصحيحة عند أهل قريتي حول موعد القطاف فمن تسرع وقطف حبات زيتونه قبل حلول( مطرة)الزيتون كما يقال فكانت نسبة الزيت حين عصره تتفاوت بين 8% و11% و13% وهكذا بين الزائد والناقص، وهذه النسب يعتبرونها قليلة ، فيما شكا البعض الآخر من مرارة طعم الزيت معللين ذلك نتيجة القطاف المبكر للزيتون ..
ويرى البعض الآخر ان الفترة الزمنية المناسبة للقطاف تبدأ بعد العاشر من هذا الشهر وهذه الحالة يحبذها الكثير من أهل قريتي عن دراية أو غير دراية ، وفي الوقت ذاته لا يتوانى هؤلاء جميعهم عن ضرورة معرفة نسبة الزيت لكل من يسبق الآخر بالعصير مع القناعة التامة بأن الأصل في الرزق هو البركة والبركة من عند الله كبرت كمية المحصول أم صغرت.والتأكيد على ذلك هذان الشقيقان اللذان يجاوران بعضهما البعض في السكن وفي الأرض ، ومصدر غراس الزيتون واحدة ، غرست بالتربة بنفس الفترة ،أينعت وأثمرت منذ عدة سنوات وربما عدد الأشجار متقارب أيضا ، تم القطاف بنفس الفترة والأيام ، والنتيجة ، أحدهم بلغت نسبة الزيت لديه 25% والآخر 17 % ، فمن يحكم بميزان الخيرات ؟.