وفي هذا الاطار تقول مديرية البيئة بحماة: نحن لسنا سلطة تنفيذية، ولانمتلك الآليات والكادر العمالي، ومنذ ما لايقل عن عشرة أعوام والمديرية تخاطب المحافظة للتوجيه إلى مجلس المدينة والخدمات الفنية للقيام بتعزيل مجرى العاصي الذي يمر في وسط المدينة لكن في كل عام كان الأمر يزداد سوءا مع حالة الجفاف التي سادت، ويضيف مدحت قدموسي مدير البيئة: الدراسة قائمة لحماية حرم العاصي ودراسة الأثر البيئي لقيام منتزهات على طرفيه على أن تحول مصارفه إلى محطة المعالجة لكن اليوم المنتزهات قائمة وبأسعار عالية ومخلفاتها على النهر.
ويضيف:الصرف الصحي يغطي المجرى بسبب المصب الموجود عند المحافظة والتي تقول الجهة المعنية:إنه عبارة عن تحويلة مصرف في حال أصبحت هناك أمطار وسيول لكنه في الحقيقة مصب للصرف الصحي الذي لايذهب إلى محطة المعالجة وإنما يصب في العاصي شأنه شأن كثير من المنشآت ومناطق التي تصب منصرفاتها في النهر مثل منطقة «كفر بهم» التي لم يتم الانتهاء من تنفيذ محطة معالجتها.
ويطالب المواطنون في حماة أن تقوم الجهات المعنية بتعزيل مجرى النهر بشكل عاجل لأنه بات بؤرة لانتشار اللايشمانيا التي استفحلت بشكل كبير وتزيد عن أكثر من عشرة آلاف إصابة كما يطالبون بإزالة السبب الذي يجعل من نهر العاصي مرتعا لكافة أنواع الحشرات، ويتساءل أحد المواطنين عن السبب الذي يؤخر تعزيل العاصي وتخليصه من الأوبئة التي يخلفها معتبرا أنه لايمكن أن تصل كلفته إلى حدود تكلفة أي مشروع؟
وتأكيدا على هذا فقد أوضح وحيد اليوسف مدير شركة الصرف الصحي أن المشاريع التي توزعت في مختلف مناطق المحافظة، منها تنفيذ محطات للمعالجة ومصبات للصرف الصحي حيث تبلغ التكلفة التقديرية لهذه المشاريع 12.5 مليار ل.س، ووصلت نسبة إنجاز بعضه إلى مئة بالمئة بينما تذكر شركة الصرف الصحي أنه يوجد في حماة وريفها 23مشروعاً، منها 19 مشروعاً ضمن المدينة و4 في الريف وتبلغ التكلفة التقديرية لهذه المشاريع ملياراً و100 مليون ل.س والعمل فيها جارٍ وتبلغ نسبة التنفيذ بين 10- 70 % فأين هذه المشاريع من أرض الواقع.
ويتساءل البعض لماذا لايتم تخصيص العاصي بأحد هذه المشاريع التي تكلف المليارات؟