تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأي... تشعبات «الفهم»..هل تقينا من تفرعات صناعـات توسـم بالذكيـة..؟

ثقافة
الثلاثاء 25-9-2018
لميس علي

منذ أيام تداولت المواقع الإخبارية خبراً يفيد بأن الروبوتات دخلت المدارس لتعليم الأطفال في الصين.

ووفق موقع «الديلي ميل» البريطاني قامت أكثر من (600) روضة أطفال في الصين بالعمل على إحضار الروبوت المدعو (كيكو- keeko) ليدرج ضمن الخطة التعليمية للأطفال في تلك الروضات.‏

وفي خبر آخر أيضاً تناقلته وكالات الأنباء جاء أن الرئيس المقبل لجمعية العلوم البريطانية حذّر من خطر يهدد البشرية يفوق خطورة الإرهاب والتغير المناخي، مشيراً إلى النمو غير المضبوط للذكاء الاصطناعي.‏

لعل شيئاً من الحيرة أو الاستغراب يتملكك حين تتابع سرعة التدفق الأكثر من ملحوظ لكل ما يتعلّق بالتطور الصاعد لمجالات ذاك النوع من الذكاء..‏

فعشرات الأخبار، إن لم نقل أكثر، تتداولها يومياً الصحف والمواقع الإلكترونية تنقل لنا كل ما له علاقة بمجال التقنيات المرتبطة بالاتصالات أو الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا «النانوية».‏

فعلياً، بدأ الحديث عن جيل خامس من الاتصالات حيث سيكون فيه كل شيء مرتبطا بالانترنت بسرعة تفوق بمئة مرة السرعة التي توفّرها شبكات الجيل الرابع.‏

وليس من قبيل التندّر التساؤل الذي صاغه البعض حول إثارة أزمة هوية الكائن الإنساني قبالة ذاك الاصطناعي.. والروبوت صوفيا، أول مواطن روبوتي، دليل واضح على تلك القفزات النوعية التي يتم فيها تسويق «ذكاء» الآلة التي صنعها الإنسان بيديه.. وافتتح معها عهداً جديداً يشهد ولادة حقيقية لـ(الإنسان الآلي)..‏

اقتحام الروبوت مجالات عدّة كانت حكراً على الإنسان، يجعلنا نتساءل عن مدى الإبقاء على تسميته ذاتها أي روبوت، أو الاتجاه صوب استبدالها بـ(الإنسان الآلي).. وحتى حين يتمّ استبدالها سيتحول السؤال فيما لو كانت الغلبة لأيٍّ من شطري الثنائية.. هل ستكون من نصيب السمات الآدمية.. أم من حظ تلك الآلية..؟‏

وفي حال استمرت تلك الزيادة في صياغة ميزات بشرية للآلات، هل نصل إلى زمنٍ نبحث فيه عمّا يحدد هويتنا الإنسانية.. في ظل انتشار أكثر من متفاقم لكل ما يوسم بـ(الاصطناعي) من ذكاء ينتشر في كل مكان محاولاً الالتصاق بكل شيء..؟‏

المفارقة تكمن في ما يمكن أن تغدو عليه الحال حين يتمّ رفع مستويات ذاك الذكاء ليطغى على المزيد من تفاصيل عيشنا..‏

فهل سنصبح آدميين أكثر ذكاءً بحكم ما يحيطنا من موسومات ذكية.. أم العكس هو الذي سيفضح تناسب ذكائنا الآدمي عكساً مع الآخر الاصطناعي..؟‏

بمناسبة صدور كتاب «الفهم» للبروفيسور ستانيسلاس ديهايين المختص بعلم الأعصاب وأستاذ كرسي في علم النفس المعرفي التجريبي في (كوليج دي فرانس)، أجرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية لقاءً معه حول ذكاء الآلات، وتبدو إجابات ديهايين ذات مضامين تُبقي الكثير من الأمل في جعبة الإنسان قبالة الآلة/الروبوت، وتفيد وجهة نظره بكون «عقل البشر لديه خصوصيّة يستحيل إعطاؤها إلى الآلات، وهي قدرته على الفهم، وهي قدرة أساسيّة فيه ولم يتوصل العلم حتى الآن لفهمها».‏

وفي خلاصة كلماته التي تبقي كفّه «الآدمي» الأكثر رجحاناً لدى قياسها بنظيرها «الآلي»، يقول البروفيسور ديهايين: (لم نفهم كل تشعبات معنى «الفهم» في عقل الإنسان، على رغم أننا نعرف الكثير عنه، لكن العلم لم يصل إلى فهم عمقه... إنه شيء أصيل ومميّز لدى البشر... الأرجح أنه غير قابل للتقليد).‏

lamisali25@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية