تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المـونة

عين المجتمع
الثلاثاء 25-9-2018
لينا ديوب

اعتادت الأسرة السورية على التأهب لفصل الشتاء، باعداد كميات إضافية من المواد الأساسية للطعام، بحفظها بطرق مختلفة،

كتجفيف الملوخية والبازيلاءء والباذنجان وغيرها من الخضار الصيفية، وصنع العديد من العصائر، منها للطبخ ومنها للضيافة كشراب التوت، وفي مرحلة لاحقة اعتمدت تجميدها بالبرادات، وفي كل مرحلة كانت الدوافع مختلفة، ففي الارياف والشتاء تحسبا لبرد قارس وثلج يقطع الطرقات، أو لتخفيف بعض الأعباء خلال فصل الشتاء، سواء من ناحية المصروف، أو من ناحية تعب سيدة البيت.‏

لكن ومنذ بداية الحرب، كانت المونة ضحية من ضحاياها المتعددين، فالبيوت كما هجرها أهلها خوفا على حياتهم هجرتها المونة، ففي مراكز الإقامة المؤقتة وفي الخيم تستعد الأسرة لترك المكان وليس الاستقرار فيه، أما في المناطق التي بقيت صالحة للسكن، ولسنوات عدة كان انقطاع الكهرباء سببا للامتناع عن التموين، ثم كان ارتفاع الأسعار والغلاء سببا آخر، فلم تعد الميزانية تحتمل، بل بالكاد تغطي النفقات اليومية.‏

حتى المكدوس الذي كان سيد الفطور الصباحي لم ينج، وتراجعت نوعيته، إلى أن التغى هذه السنة عند أغلبية الأسر، ولحق بوجبة الزيت والزعتر.‏

هناك من يقول تغيرت العادات الغذائية، وتوفرت المواد بجميع الفصول، ولا يوجد كل تلك الأهمية للمونة، ربما هذا صحيح، لكن لكل طقس وعادة امتداده في الحياة المعنوية والنفسية للناس، يخلق دفئاً ومودة وروابط، فكيف إذا فرض على الناس إلغاؤه بسبب الفقر والغلاء والحرب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية