بقدر ما بات يصف حقيقة ساطعة وثابتة أضحت واقعاً ملموساً على سطح المشهد.
فالواضح أن إدارة الرئيس ترامب بسلوكها الحالي لا تزال خارج سياق مقاربة الواقع الجديد المرتسم على الأرض بمعادلاته وقواعده التي حطمت ونسفت كل القواعد الاميركية التي كانت تحكم أميركا بها العالم، وبالتالي فهي أي واشنطن لم تعد تشكل عقدة حقيقية لكل الحلول السياسية فحسب، بل باتت تشكل خطراً حقيقياً على كل دول المنطقة والعالم.
المشهد اليوم بعناوينه الكبرى التي باتت تُسوى على جمر الاتفاقات والتسويات، لا يزال يَجثم على نار الانتظار التي أوقدها اتفاق سوتشي بين موسكو وأنقرة، حيث دخلت المعركة مرحلتها الأصعب والأشرس والأكثر جدية مع دخول النظام التركي الداعم والراعي الرئيس لمعظم المجموعات الإرهابية اختباراً من نوع مختلف لجهة مضامينه وجديته المفرطة والتزامه بأطر زمنية محددة يستحيل العبث والتلاعب بتواقيتها ومضامينها، خصوصا وأن اردوغان لم يخرج من مظلة الشكوك والتساؤلات عن نواياه الحقيقية وطموحاته الاستعمارية.
مخاضات المشهد التي بدأت ملامحها تلوح في الأفق لن تجعل من الانتظار يدوم طويلاً لأن استحقاقات اللحظة التي ترخي بظلالها على الجميع، لابد أن تفرض حضورها على الأرض خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة بحكم التفاهمات والاتفاقات والتعهدات المبرمة، الاستحقاقات التي سوف تكون إذا ما أضيفت إليها تجارب الماضي وبحسب التوقعات المعطيات المتوافرة حتى اللحظة خالية من أي مفاجآت تؤدي الى انقلاب في سياسات وتصرفات أطراف الحرب على سورية خاصة الأميركي والتركي، وهذا ليس تشاؤم بقدر ما هو مقاربة موضوعية وواقعية تحاكي سلوك تلك الأطراف على الأرض.