تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قصائد لسيرغي يسينين مكتوبة بدمائه

ملحق ثقافي
2018/9/25
ترجمة د. ثائر زين الدين

أذكرُ يا حبيبتي، أذكر‏

بريقَ شعرك.‏‏

ما كانَ سهلاً عَليّ‏‏

أن أضطر لفراقِك.‏‏

‏‏

أذكر ليالي الخريف،‏‏

حفيفَ ظلالِ البتولا‏‏

رُبَما كانت نهاراتُ تلك الأيام قصيرة،‏‏

لكنَ القمرَ أضاءَ لنا طويلاً.‏‏

‏‏

أذكرُ أنكِ قلتِ لي:‏‏

«ستعبُر السنواتُ الزرقاء الجميلة‏‏

وتنساني يا عزيزي مع امرأةٍ أخرى، إلى الأبد»‏‏

واليوم أيقظت مشاعري ثانيةً‏‏

الزيزفونةُ المزهرة؛‏‏

كم نثرتُ - يومَها - الأزهار بحنان‏‏

في خصلاتِ شعركِ الأجعد.‏‏

‏‏

القلبُ ليسَ راغباً - بعدُ - بالانطفاء‏‏

ومن المُحزن أنه أحبّ سواك‏‏

إنه يتذكّرُكِ قصّةً حبيبةً‏‏

مع امرأةٍ أخرى.‏‏

1925‏‏

**‏‏

معطف سماوي اللون، عينانِ زرقاوان.‏‏

لم أقل لحبيبتي شيئاً من الحقيقة.‏‏

‏‏

سألتْ حبيبتي: «هل تعصفُ العاصفة؟‏‏

أَأُشعِلُ الموقد، وأفرشُ الفِراش؟»‏‏

‏‏

أجبتُ حبيبتي: «الآن، ومن الأعلى‏‏

ينثر شخصٌ ما أزهاراً بيضاء‏‏

‏‏

أشعلي الموقد، وافرشي الفِراش‏‏

أما أنا ففي قلبي - بدونك - عاصفة».‏‏

1925‏‏

**‏‏

مساء أزرق، مساء مُقمر‏‏

كنتُ يوماً ما جميلاً وشاباً‏‏

طارَ كلُ شيء مُحاذياً إلى البعيد‏‏

فاراً من أيدينا، وغيرَ قابل للتكرار.‏‏

وبردَ القلبُ وكمدت العينان‏‏

أيتها السعادة الزرقاء! أيتها الليالي المُقمِرة!‏‏

1925‏‏

‏‏

آخ، أيتها العاصفة، يا للشيطان ما أروعكِ،‏‏

تُسمِّرينَ السقفَ بمساميرك البيضاء‏‏

لكن ذلك لا يخيفني، فقدري‏‏

أنني مربوط إليكِ، بقلبي الطائش.‏‏

1925‏‏

**‏

سهوبٌ ثلجيّة، قمرٌ أبيض.‏‏

كفن يُغطي البلاد،‏‏

وأشجار البتولا بأرديتها البيضاء تبكي في الغابات.‏‏

من قُتلَ هنا؟ من مات؟‏‏

تُرى ألستُ أنا نفسي؟‏‏

1925‏‏

**‏‏

إلى اللقاء يا صديقي، إلى اللقاء (1)‏‏

أنتَ في القلبِ مني‏‏

إن فراقنا المقدّر‏‏

يعدُ بلقاءٍ قادم‏‏

وداعاً يا صديقي، دونَ يَدٍ، أو كلمة.‏‏

ولا تحزن، ولا تقطّب حاجبيك‏‏

فليسَ جديداً في هذهِ الحياةِ أن نموت،‏‏

وليسَ جديداً بالتأكيد أن نعيش.‏‏

1925‏‏

......‏

(1)- يقال إن هذهِ الأبيات كتبها الشاعر بدمائه قبل موته.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية