تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام....تراجيديا

ملحق ثقافي
2018/9/25
عقبة زيدان

غالباً ما يتهم الكتّاب - المثقفون بأنهم لا يقومون بدورهم الذي يتوجب عليهم القيام به، وهنا نجد أنهم يوضعون في موقع المتهم من دون أن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.

المثقف الذي أتحدث عنه، هو الذي أنتج عدداً من الكتب وأصبح مؤثراً – ولو جزئياً – في الناس، والذي علينا أن ندقق جيداً في حياته بالكامل، وليس فقط فيما يتوجب عليه فعله.‏

لا أحد يقدم لهذا المثقف – الكاتب شيئاً، لا أحد ينظر إليه على أنه يجب أن يأكل ويشرب ويعيش كالناس العاديين. وكأن الكاتب يجب أن يكون صاحب رسالة وكفى، وليس عليه أن يعيش بشكل مقبول حتى.‏

وفي عالم مادي بحت، يقع الكاتب النزيه في مأزق العيش الكريم؛ فهو لا يستطيع أن يعيش من كتبه، ولا من كتابة مقالات في الصحف، وهو بالتالي يدرك أنه يجب أن يعمل أي عمل ليسد رمقه، ويستطيع أن يعيل نفسه. وبحساب بسيط يدرك الكاتب أن ما يتقاضاه أي صاحب حرفة، أكثر مما يتقاضاه هو بأضعاف مضاعفة.‏

في بلادنا العربية يطالب الناس الكاتب أن يعاني، وأن يكون مثالاً للإنسان النبيل. وفي المقابل لم ينظروا إليه بأنه يجب أن يكون مرفهاً مثلاً ويتقاضى مبالغ جيدة من بيع كتبه، أو على أقل تقدير أن يكون متفرغاً للكتابة، أسوة بكتاب العالم؛ بل ينظرون إليه على أنه يجب أن تنتهي حياته منبوذاً مثل إدغار آلان بو في إحدى المقاهي.‏

إنه وضع تراجيدي فعلاً، ويؤشر إلى أن مهنة الكتابة، تلك المهنة النبيلة، ليس لها أنصار، والسبب أنه لا يوجد قراء أصلاً، ومؤشرات القراءة العربية خير دليل على ذلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية