كما تضعهم في موقف حرج أمام قطعانهم التي تتقهقر صفوفها وتتداعى أمام أعينهم، وهو ما يعني أن كرة الحسم لن تتوقف في المناطق التي يوجد فيها مرتزقة ترامب وبني سعود وأردوغان، بل ستتدحرج لتدهس بطريقها القوات التركية الغازية في عفرين وما حولها، ثم المناطق التي دنسها الأميركيون في الشمال الشرقي، ومن بينها حقول النفط ومكامن الثروات والمقدرات، وبذلك يتم القضاء على الوجودين الأميركي والتركي غير الشرعيين على كامل التراب السوري.
الدور العدواني والتوسعي الذي تحاول أن تلعبه أنقرة وواشنطن، وكل من ينتمي لمنظومة الإرهاب، ومحاولاتهم اليائسة لاحتلال أراضٍ سورية يصطدم اليوم في الجدار السوري المنيع، ولم يبق أمام أردوغان إلا خيار الهروب إلى الأمام واستجداء العون الأميركي، لعله يجد في مزاج إدارة ترامب المتقلب ما يهديه إلى فوهة النجاة، لأن مستقبل سورية ومصير الحل السياسي المنشود، سيكون رهن التطورات الحاصلة التي يفرضها جيشها العقائدي في الميدان، وليس جعجعة النظام التركي وتصريحاته الممجوجة قولاً وفعلاً، ولا تهديدات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومبعوثه جيمس جيفري أو ممثلة البيت الأبيض في «الناتو».
ما تحرص سورية عليه بشكل دائم، هو حماية المدنيين الذين تتخذهم العصابات التكفيرية دروعاً بشرية، ولهذا هي مستمرة بمنح تلك العصابات المُهل والفرص لإلقاء السلاح وتسوية أوضاعهم، بدل أن يراهنوا أو يعولوا على القوات التركية الغازية والمعتدية التي ستتخلى عنهم في اللحظة التي ترى نفسها محرجة أكثر من ذلك، ولاسيما أن وجود تلك القوات هو غير قانوني أصلاً، ويشكل وجودها استفزازاً واضحاً وخرقاً صارخاً، وخاصة أن الجيش العربي السوري لن يطول صبره عليها وعلى التنظيمات المرتزقة كثيراً، وسوف يكون رده عنيفاً على بقائها واعتداءاتها سواء على نقاطه أو على المدنيين العزل.
عدم التزام النظام التركي بالاتفاقات، وتنكره لالتزامات «آستنة وسوتشي»، ومواصلة إدخاله الأسلحة والذخيرة والمدرعات والقوات الغازية إلى ريفي حلب وإدلب ، وحده الذي يدفع المنطقة نحو التصعيد، ويذكرنا بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها أجداده العثمانيون ضد الأرمن، والتي تعد من أفظع الممارسات اللا إنسانية، وعمليات التصفية العرقية الممنهجة.
وعلى وقع انتصارات جيشنا ضد الإرهاب الوهابي يحيي اليوم أهلنا في الجولان الذكرى الثامنة والثلاثين للإضراب الوطني الشامل الذي خاضوه رفضا لقرار الضم المشؤوم القاضي بضم الجولان المحتل إلى الكيان الصهيوني المصطنع في الرابع عشر من شباط من العام 1982، ليجدد أهلنا هويتهم وانتماءهم للوطن الأم، وأنهم على العهد والوعد حتى التحرير، ومؤكدين أن الجولان أرض عربية سورية، وهي جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية وسيبقى سوري الهوية واللسان والأرض، رغم كل الممارسات العنصرية الصهيونية الرامية لتهويده وضمه إلى الكيان الغاصب.